وفرضت قوات العدو حظر تجوال في مخيم جنين، تزامنًا مع انتشار مكثف لجنودها في المنطقة، وذلك في إطار ما أسماه العدو بعملية "السور الحديدي" المستمرة.

وأجبرت قوات العدو نحو 8 آلاف فلسطيني على مغادرة مخيم جنين تحت تهديداته، مما دفعهم إلى الانتقال نحو المنطقة الغربية من المخيم، وفق حديث لـ "وكالة سند للأنباء".

وأوضح رئيس بلدية جنين السابق نضال العبيدي أن الأوضاع في مدينة ومخيم جنين باتت في غاية الخطورة، مع تصاعد عدوان الاحتلال واستمرار انتشار القناصة على أسطح البنايات المحيطة بالمخيم، وسط تعزيزات عسكرية كبيرة تعزز حالة التوتر والخطر.

وأشار إلى أن العدو عمد إلى قطع التيار الكهربائي عن المخيم وأجزاء واسعة من المناطق المحيطة به، بما في ذلك مستشفى ابن سينا والمستشفى الحكومي، مما فاقم من معاناة السكان وأثّر على الخدمات الحيوية في المنطقة.

ومنذ ظهر الثلاثاء، بدأت قوات العدو، بمصادقة مايسمى المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، في تنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، أطلق عليها اسم "السور الحديدي".

وأسفرت العملية، حتى مساء الخميس، عن استشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة 40 آخرين بجراح، وفق ما أعلنته مصادر رسمية فلسطينية.

وتأتي هذه العملية بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين كيان العدو والمقاومة الفلسطينية عقب عدوان صهيوني استمر 15 شهرًا على قطاع غزة.

وشهد مخيم جنين، أمس الخميس، تصعيدًا ميدانيًا حيث فجرت فصائل المقاومة، وعلى رأسها "سرايا القدس" و"كتائب القسام"، عبوات ناسفة في آليات العدو العسكرية، واشتبكت مع جنوده بالأسلحة الرشاشة في عدة محاور.

وأفادت "كتائب القسام"، في بيان عسكري، أن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة بجرافة عسكرية إسرائيلية قرب سينما جنين وسط المدينة، كما خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات العدو في بلدتي "عرابة" و"فحمة" غرب جنين، مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقنابل محلية الصنع.

من جهتها، أعلنت "سرايا القدس - كتيبة جنين"، أنها فجرت عبوة موجهة من نوع "سجيل" في آلية عسكرية بمحور الجلبوني، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة.

وكشفت عن تفجير عبوة أرضية من نوع "KJ37" بآلية عسكرية على محور الناصرة، وأخرى على محور الحصان، مما أدى إلى تعطيل تلك الآليات.

وفي تطور آخر، اغتالت قوات العدو، ليلة الخميس، مقاومين فلسطينيين بعد محاصرة منزلهما في بلدة برقين غرب جنين، أعقب ذلك هدم منزل عائلة "المساد" في برقين بعد محاصرته لساعتين واندلاع اشتباكات عنيفة مع المقاومين.