• العنوان:
    التخاذل عن نصر الحق عامل مشترك في سيادة الباطل واستحكام الشر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    مقتطفات من هدي القرآن الكريم للشهيد القائد السيد / حسين بدر الدين الحوثي
  • كلمات مفتاحية:

 

فأمة تُضيّع كتابها، تضيع ما يمكن أن يعطيه الله من عونٍ وإمداد لها، تضيّع الحق الذي هو بطبيعته أقوى من الباطل، أقوى في منطقه، أقوى فيما يُقدمه، فيما يخلقه من روحية، فيما يخلقه من معنويات عندما تضيعه بالطبع تكون جريمتها أكبر.
الإمام علي حذر أهل العراق قال لهم: إن ما هم عليه من تَقَاعُسٍ، من حالة اللامبالاة، من حالة فيهم هكذا لا ينطلقون، لا يبادرون، لا يتحركون بالشكل المطلوب حذرهم: "والله إني لأخشى أن يُدَال هؤلاء القوم منكم" ما معنى يُدَالَ: أن تكون لهم الدولة عليكم، أن يكون لمعاوية ولأهل الشام الدولة عليكم فيحكمونكم، يقهرونكم، يذلونكم، يضطهدونكم، يستضعفونكم، يقتلوا ويشردوا ويدمروا؛ "لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم"، لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم. ألم يُقدم العامل على أنه عامل مشترك في سيادة الباطل، في استحكام الشر؟ 
هذه النظرة من الذي يحملها؟ من هم أولئك من هذه الأمة الذين تسيطر على مشاعرهم هذه الفكرة؟ يجب أن نكون هكذا، وهذا هو الذي يخلق دافعًا لدى الإنسان، يستشعر مسؤوليته، يعرف سوء موقفه وهو يقعد، وهو يصمت، وهو يتقاعس، وهو يتخاذل، ويتثبط، سيعرف سوء موقفه.
إذا لم تكن تنظر إلا إلى جانب واحد ستقدم نفسك وكأنك ترى أنه ليس من عندك أي خلل، بل في الأخير ستكون أنت من يلوم الله لماذا لا يكف عنك أولئك، وأنت في الأخير من ستنطلق لتقول لله: [اللهم أنت دمر أولئك اما احنا ما لنا دخل، اللهم دمر أولئك، اللهم أهلك أولئك، اللهم افْرَعْ فينا من أولئك] ومتى ما حصل تسليط لك نلوم الله لماذا سلط علينا؟، لماذا أصبحنا هكذا؟‍! وهو قال في كتابه الكريم: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} (النساء: من الآية141) لماذا حصل لهم سبيل؟ نحن من جعلنا لله سلطانًا: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} (النساء: من الآية144) هكذا قال لأولئك: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} فيضربكم ويسلط عليكم؛ لذا تجد منطق القرآن الكريم ينسجم مع علي في مقولته هذه، ينسجم مع علي وهو يقدم لك نماذج من أمثال علي في تاريخ البشرية، من أنبياء الله ورسله وأوليائه، يقدم لك نفسياتهم، وتفكيرهم ومشاعرهم داخل القرآن، وفي ميادين المواجهة كيف كانوا يفكرون، حتى في الدعاء لا تجد أنهم كانوا ينطلقون فقط ليدعوا على أعدائهم بل كان كل همهم أن يدعوا لأنفسهم؛ لأنهم يعرفون أن القضية بالنسبة للعدو محسومة، إذا ما صَلُحنا نحن وكنا بالشكل الذي نصبح جديرين بأن يقف الله معنا؛ فلذا كان دعاؤهم {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة: من الآية250) ما هكذا كان دعاؤهم؟ هكذا كان دعاؤهم، لم يكونوا ينطلقون على نحو ما يفكر فيه الكثير من الناس اليوم؛ لأنهم يعرفون أنه متى ما تخاذل من هم في الأرض جنود الله، إذا ما قعدوا استحقوا غضب الله، هم من يضيعون أشياء عظيمة لا يمكن أن يمتلكها العدو مهما كان لديه من أسلحة مهما كان لديه من قدرات لا يمكن أن يمتلك العدو ما يمكن أن يمتلكه المؤمنون بالله لا يمكن. 

دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة
 

الله أكبر

 الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

 اللعنة على اليهود 

النصر للإسلام

خطابات القائد