• العنوان:
    الاصطفاء الإلهي يأتي من أدنى درجات الاستضعاف
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    هناك قاعدة ثابتة في سنن الله ونواميس الكون، لا تتغير ولا تتبدل ولا تنتهي: "الاصطفاء الإلهي يأتي من أدنى درجات الاستضعاف"
  • التصنيفات:
    مقالات

نعم.. هكذا الأمر!

غير أن ذلك الاستضعاف يرافقه ويقابله ارتقاءٌ كبير في الإيمان والتقوى والأخلاق والارتباط القوي بالله، يتفاوت كل ذلك من مقامٍ لمقام، ومن جماعةٍ لجماعة، ومن منطقةٍ لمنطقة..

والشواهد أمامنا كثيرةٌ وجليّة..

أنبياء الله، أتباع الأنبياء، أولياء الله الصالحون.. إلخ

لن أتطرق في كل التفاصيل حتى لا يطول الكلام.

ما يهمني في هذا الموضوع هو ما نعيشه ونلمسه الآن..

في عالم اليوم والأمس القريب؛ يُنظر للشرق الأوسط على أنه أكثر وأشد المناطق استضعافاً في جغرافيا الكرة الأرضية..

هذا أمرٌ مفروغ منه، لا يحتاج للتوضيح ولا الإنكار!

أين في الشرق الأوسط؟

- شبه الجزيرة العربية..

أين في شبه الجزيرة؟

- اليمن

هنا سأتوقف قليلاً..

كانت النظرة تجاه اليمن أنها بلدٌ فقير ضعيف، مواطنوها بسطاء مستضعفون، لا يمتلكون المقومات التي تجعلهم في مصاف الدول العظمى!

وتم التعامل معها على أنها كما قيل "الحديقة الخلفية"!

وللتوضيح؛ في اليمن نفسها كانت تتفاوت درجات الاستضعاف حتى على مستوى القرية!

محافظة صعدة كانت أكثر محافظة عرضةً للاستضعاف، حتى أُطلق عليهم "المبردقين"

في صعدة نفسها كانت مديرية خولان عامر أكثر المديريات استضعافاً!

في المديرية نفسها كانت عُزلة مران الأكثر استضعافاً!

تلك العُزلة جاء منها الشهيد القائد، وجاء المشروع القرآني..

وفي الوقت الذي استمرت فيه نظرة الاستضعاف؛ كان الاصطفاء الإلهي قد بدأ مع بدء المشروع القرآني..

وتوالت الأحداث والمتغيرات حتى يومنا هذا..

الآن ألقوا نظرةً في كل ما يجري؛

أكثر الناس استضعافاً، وأكثر البلدان تعرضاً للسخرية؛ فعلت ما لم تفعله ما يُسمى بالدول العظمى!!

اليمن المستضعف يستهدف أمريكا العظمى!!

اليمن المستضعف يتحكم بقواعد اللعبة في العالم!!

هذا الأمر يدعو للتأمل الكبير حقاً، ويقدّم شاهداً ملموساً على أن الله يصطفي من عباده من كان تقيّاً وإن رأه الآخرون ضعيفاً، وتعاملوا معه بازدراء!

وقبل هذا؛ الأمر يدعو للتسبيح والتحميد لله العظيم..

الحمدلله، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

خطابات القائد