غزةُ والفعلُ العربيُّ الجماعيُّ الغائبُ والمغيَّبُ عن سبقِ إصرارٍ وترصّدٍ وخيانة، ومع القصفِ الإسرائيليِّ العنيفِ والهادفِ إلى محوِ غزةَ من الوجودِ تأبى غزةُ إلا أن تذكّرَ الصهاينةَ بأنَّ كِيانَهم الآيلَ للسقوطِ هو الأولى والأقربُ إلى أن يُمحى من الخارطةِ، فغزةُ قلعةٌ كُبرى من قلاعِ الصمود، وقدَرُها أن تنتصرَ وإنْ بتضحياتٍ جسيمة، وليس مع العدوِّ لليومِ التاسعَ عشر إلا الهجومَ الجويَّ هروبًا من خِيارِ الهجومِ البريِّ، تسعةَ عشرَ يومًا والعدوُّ في حالةِ هروبٍ من مواجهةٍ مباشرةٍ مع المقاتلينَ المدرّبينَ المنتظرينَ بفارغِ الصبرِ للاشتباكِ والالتحام وتدفيعِ العدوِّ باهظَ الثمنِ ردًّا على جرائمِه الوحشيةِ بحقِّ المدنيين، جرائمُ لم يعهد لها العالمُ مثيلًا في العصرِ الحديثِ إلا على يدِ الصهاينةِ اليهود وأسيادِهم في بلادِ الغربِ الفاجر والملحقينَ بهم من الأعرابِ المطبّعينَ سرًّا وإعلانا، في عاصفةِ الحزمِ شاعت مقولةُ الحضن العربي، ولم يطلِ الوقتُ كثيرًا حتى جاءَ طوفانُ الأقصى ليجرفَ تلك المقولةَ وتنكشفَ عوراتُ الحضنِ المزعوم أنه حضنٌ عبريٌّ صهيونيٌّ، وتنكشفُ الأنظمةُ العميلةُ أنها كإسرائيلَ جميعُهم صنائعُ غربيةٌ لقهرِ الأمةِ العربية.

خطابات القائد