إسرائيل العظمى وقد وقعت في شرِّ أعمالِها وجرائمِها، لا يفيدُها دعمُ أمريكا، ولن تُحرزَ نصرًا بما تتباهى به من ستةِ الافِ قنبلةٍ أُلقيت على غزة، فقتلُ الأبرياء وإشاعةُ الدمار في كلِّ أرجاءِ القطاع المحاصَر لن يطويَ نكبةَ السبت نفذَها ألفٌ ومائتا مجاهدٍ فقط مسنودينَ بمثلِهم لتنهارَ بعزيمتِهم وتوفيقِ الله لهم هيبةُ أكبرِ قلعةٍ غربيةٍ استعماريةٍ بُنيت باطلٌا على أرضِ فلسطين.

ذلك ما أفزعَ أمريكا والغربَ الداعشيَّ أن يسقطَ مشروعُهم الاستعماريُّ في المنطقةِ بسقوط إسرائيلَ فهبّوا إلى نجدتِها، وأنشأوا جسرًا جويًّا وبعثوا حاملةَ الطائرات الأمريكيةِ وسفينتَين حربيتَين بريطانيتَين، وأرعدوا وأزبدوا بالتصريحات، وعزّزوها بالزيارات، فاليومَ وزيرُ الخارجيةِ الأمريكي في تل أبيب، وبصفتِه يهوديًّا لا بصفتِه وزيرَ خارجيةِ أكبرِ دولةٍ في العالم يترأسُ حكومةَ الحربِ الإسرائيلية المشكّلةَ للقضاء على حماس، وزيارةٌ مقررةٌ غدًا لوزيرِ الحربِ الأمريكي، يتوافدونَ إلى قلعتِهم غيرِ المحصّنةِ ليعيدوا بناءَ ما انهدمَ من أساساتٍ جرّاءَ الطوفان، والأعرابُ وقد انسلخوا كليًّا من عروبتِهم لم يكن مُفاجئًا أن يساووا في بيانِهم المخزي بين الجلادِ والضحيةِ في سقوطٍ عربيٍّ نحو هاويةٍ لا قعرَ لها، ذلك المؤسفُ أن ينتشيَ وزيرُ خارجيةِ أمريكا بيهوديتِه، ويخجلَ العربُ مجتمعينَ من عروبتِهم متخلّينَ رسميًّا عن قضيتِهم. وتبقى غزة رمزَ العنفوانِ والإباءِ رافعةً رايةَ التحرر، ناظرةً إلى الشعوبِ الحرةِ من حولِها لا إلى الأنظمةِ، أن تتحرّكَ في معركةٍ مصيريةٍ لها ما بعدَها إن شاءَ الله.

خطابات القائد