• العنوان:
    قصور في فهم المشكلات
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كثير من الكتابات الإسلامية التي تكلمت حول العلاقة مع الغرب، ترى أن المشكلة لا تعدو أن تكون صراعا بين حق وباطل وبين إيمان وكفر، وأن الحل لا يكون إلا في المزيد من الثبات على الحق والمزيد من تقوية الإيمان والتمسك بالحق في المنشط والمكره، ومع صوابية التشخيص إلا أن الخطاب الإسلامي على مدار قرن من الزمن يراوح مكانه
  • التصنيفات:
    مقالات

كثير من الكتابات الإسلامية التي تكلمت حول العلاقة مع الغرب، ترى أن المشكلة لا تعدو أن تكون صراعا بين حق وباطل وبين إيمان وكفر، وأن الحل لا يكون إلا في المزيد من الثبات على الحق والمزيد من تقوية الإيمان والتمسك بالحق في المنشط والمكره، ومع صوابية التشخيص إلا أن الخطاب الإسلامي على مدار قرن من الزمن يراوح مكانه وتقزم نشاط الخطاب الإسلامي وفعله حيث تمحورت نشاطاته في التوسع في بناء المساجد والجمعيات وزاد حديثهم عن المبادئ والكليات، لكن الكثير من المفكرين اليوم باتوا ينظرون إلى أطروحاتهم وتصوراتهم الإصلاحية بأنها  تتسم بالبساطة والسطحية، مما جعل هذه الحركات تصل إلى قناعات ناتجة عن عجزها لأن لا مناص لبقائها وديمومة حياتها إلا بتحقيق المصالح الغربية والاعتراف بوصايتها مقابل اعتراف الغرب بمشروعية الأحزاب الإسلامية.

هذا الاعتراف من قبل الغرب بالجماعات الاسلامية اقترن بشرط أن تتوغل نشاطاتها بما لا يتعارض مع مصالح الغرب أو يضر بالكيان الصهيوني (أي بمعنى التعايش مع هذا الكيان) والاعتراف بوجوده وعدم التحريض عليه والتماهي والذوبان مع الحكومات العربية المدعومة من الغرب مع الاجازة بخطاب هنا وهناك لخلق فوضى في الفهم وتناقض لدي المواطن العربي مفاده إدراك أن الجماعات الإسلامية ليست على وئام مع تلك الحكومات لاستقطاب الشارع بحيث تتوزع المجتمعات بين الحكومات العميلة والجماعات المتدثرة زيفا بثوب الوطنية والإسلام.

لم يقتصر أداء الحركات وهذه الجماعات على تهجين ونزع القيم الإسلامية والقومية من العقل الجمعي العربي والإسلامي، بل كانت هذه الجماعات أحد الأدوات التي استخدمها الغرب في صراعاته ذات الطابع الدولي وحرب أفغانستان نموذجا والحديث يطول شرحه.

لكننا وبعد وضوح مسار هذه الحركات وضعف الرهان عليها لتغيير الواقع، نرى حركات إسلامية فتية معاصرة كحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، وغيرها في العراق وفلسطين، حيث اتسمت وانفردت بوعي كبير، بتركيزها على التخلف السياسي والتقني والعلمي وآثاره في تبعيتنا للغرب في بلداننا العربية ومكانتها، حيث ساهم ذلك التخلف في  إعاقة حركه نمونا.

هذا التفرد للجماعات الإسلامية الفتية جعلهم يستوعبوا بذكاء تلك المعطيات القيمة، مما مكنهم من فهم أعمق لطبيعة المشكلات التي تعاني منها الشعوب العربية والتي لا يمكن التخلص منها إلا بمواجهة التخلف السياسي والتقني والعلمي ومواجهه أدوات الغرب بالمنطقة وتوجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي الكيان الصهيوني والداعم له أمريكا.

وما صناعة الصواريخ في لبنان واليمن وكثير من متطلبات المواجهة إلا مؤشرات إيجابية في طريق مواجهة مشروع التخلف العربي وكبح التآمر الغربي، لذا باتت هذه الحركات وفي ظروف غاية في التعقيد تصنع وتعمل على إحياء المشروع الإسلامي المعاصر، مشروع السيادة والاستقلال.

هذا الاتجاه الذي يسير عليه أنصار الله وغيرهم من محور المقاومة هو الحق وموطن الكرامة، ويجد الإنسان السوي أن آثار نشاط هذا المحور وفاعليته الإيجابية يتجلى في القلق الأمريكي الصهيوني السعودي.

خطابات القائد