مِنْ هُنَالِكْ

حَيْثُ يَسْجْدُ للدِّماءِ

غُرُوْرُ تِيْجانِ المَمَالِكْ

كلَّ يَوْمٍ

أَلْفَ سَجْدَةْ

ويَمُوتُ الكِبْرُ مَشْنوقاً

على بابِ الشجاعةْ

كُلَّ ساعةْ

وسَحَابُ الشرِّ يُلْقي.. كلَّ حِيْن

ألفَ شِدَّةْ

ثُمَّ لا يَنْبُتُ صَوْتٌ.. مِنْ أَنِيْن

غير أصواتِ التّفاني

في ميادين المعارِكْ

 

مِن هُنَالِكْ

حيثُ حَطَّ المَجْدُ رَحْلَهْ

ورأى التاريخُ أهْلَهْ

وتَغَنَّى الياسمين

وتغنَّت ألفُ وَرْدَة

بين روْضاتِ المقابِرْ

بعطاءِ المؤمنينْ

وأَعَزّ اللهُ جُنْدَه

 

مِنْ هُنالِكْ

حيثُ يرتفعُ النداءُ

فلا ترى إلا الفِداءَ

يَفُوقُ ما يُجْري الخَيَالُ

على خَيَالِكْ

حيثُ الشِّعَابُ جَهنَّمٌ

حيثُ المَسالِكْ

كلُّ ما فيها ثُبُورٌ ومَهَالِكْ

وجِبَالٌ من رجالٍ راسياتْ

دِيْنُها النصر وإهلاكُ الغُزَاةْ

عندَ ساعاتِ التَّشَابُكْ

 

مِنْ هُنَالِكْ

حيثُ لا تَرْضَى عَرُوْسٌ

مِنْ عَريسٍ بِقلادَةْ

غير إِحْرازِ الشهادةْ

وغِنَاءُ الوالِدَيْن

ربَّنا فاقْبَلْ جِهادَهْ

كُلُّ نزفٍ من وريد

كلُّ شِلْوٍ وشهيد

لك يارحمنُ ذلكْ

 

مِن هُنَالِكْ

يُشْرِقُ الفجرُ سَعيْداً

وظَلامُ الليلِ حَالِكْ

ويُحِقُّ اللهُ وعْدَهْ

من هُنَالِكْ

من بِلادِ البُنِّ والرُّمَّانِ

والأَحرارِ والإصْرارِ

صَعْدَةْ

خطابات القائد