• العنوان:
    أسرتان وموعد مع نشرة الأخبار...قصة قصيرة ...رند الأديمي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    موعد نشرة أخبار التاسعة في بيت صغير ذو ضوء خافت وعيون مترقبة. مر شريط عاجل وبالأحمر العريض " مصرع عدد كبير من المرتزقة في نهم". بدت تلك الأسرة في حالة من الجمود والدهشة وهي تقرأ اسم ولدها مع صفوف المرتزقة القتلى وعندما وزع الإعلام الحربي الصور كانت هنالك صورته ملقى على الأرض يرتدي لباسا ليس لباس الجندي اليمني ويحمل في معصمه سلاحا مستوردا لقتل أبناء اليمن !
  • التصنيفات:
    ثقافة

موعد  نشرة أخبار التاسعة  في بيت صغير ذو ضوء خافت وعيون مترقبة.

مر شريط  عاجل وبالأحمر العريض " مصرع عدد كبير من المرتزقة في نهم".

بدت تلك الأسرة  في حالة من الجمود والدهشة  وهي تقرأ اسم ولدها  مع  صفوف المرتزقة القتلى  وعندما وزع الإعلام الحربي الصور كانت هنالك صورته ملقى على الأرض يرتدي لباسا ليس لباس الجندي اليمني

 ويحمل في معصمه سلاحا مستوردا لقتل أبناء اليمن !

أغلق الوالد شاشة التلفاز وقال وقد أطلقت شرارة من عينيه وبدت عينهه كجمرة موقدة.

ابكوا سرا ...لاتخبروا أحدا.... فلنبكِ قليلا ... وللننفض هذا الدمع  النجس...

و لن نقيم الجنازة ....ولن نعد مراسم العزاء,

بدا الوالد في حالة من التماسك والثبات والجمود  وهو يأخذ صوره ولده العميل المعلقة بالحائط والمعلقة على جدران الزمن وألقى  بها بقوة  إلى أسفل الأرض وندم كثيرا لأنه فشل في بذرته.

وفي اليوم التالي همست أخته قائلة لصديقتها البارحة مات أخي في صفوف العدو  وإياكِ أن تخبري أحدا وبكيا معا بهمس شديد أيضا.

ماتوا غرباء من باعوا أوجههم بأبخس ثمن واشتروا وجوها أخرى

__________________

وفي المنزل المحاذي لذلك المنزل انطلقت زغاريد  ودموع أيضا ظن الجيران  أنه عرس مقام  ولكن كانت زغاريد فخر لتستقبل موكب شهيد قادم من أرض نجران  حمل الشمس على راحتيه وأهدانا وطنا

ورفع الأب هامته كثيرا قائلا أنا من أنجبت هذا الشهيد

وعلقت صورته في الحارات صورة الشهيد كان لايشبه أحدا سوى رمل هذه الأرض المباركة

كلهم رحلوا وفي نفس اليوم ولكن هنالك من رحل في جنازات مشمسة وضاءة وهنالك من رحل في دهاليز الظلام يبحث عن حناجر تصرخ لأجله أو حتى عيون مستعارة

....

أتساءل إن عاد هل كان سيحمل هما غير هم اليمن ؟ 

خطابات القائد