وتواترت الأخبار في الوكالات والقنوات الغربية المرموقة التي أكدت أن الزعيم الكوري قد يكون مات أو في حالة موت سريري، بل ذهبت إلى أن شقيقته "يو جونغ" قد هيئت نفسها لتولي السلطة بعد الإعلان الرسمي عن رحيله، كما بدأت تلك الوكالات نشر تقارير مزعومة حول شخصيتها الغامضة، وكل ذلك نقلا أجهزة استخباراتية ومصادر موثوقة.
غير أن ظهور كيم السبت الفائت بكامل عافيته وهو يدخن ويسير بخفة في مناسبة حضرها مئات المسؤولين افتتح خلالها مصنعا للأسمدة أربك حسابات الغربيين وإعلامهم المندفع في اتجاه بث كل ما يقلق ويثير الاختلالات في الدولة النووية المناهضة للهيمنة الغربية.
بعد كل هذه الإشاعات التي بثتها الوكالات الغربية بمختلف مسمياتها وبعد انكشاف الكذبة، هاهي "رويترز" تعلن اليوم عن كبش فداء محملة دبلوماسيين كوريين شماليين سابقين اثنين المسؤولية أحدهما يدعى "تاي يونج" كان يشغل منب نائب السفير الكوري الشمالي السابق في بريطانيا، وفر إلى كوريا الجنوبية في 2016، والمنشق الآخر يدعى جي سيونج دعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور خطاب حالة الاتحاد في 2018.
التبرير وكبش الفداء الذي قُدم اليوم لا يعفي بأي حال من الأحوال الإعلام الغربي عن تحمل المسؤولية وهي من تصف نفسها بالحيادية والمهنية، فالبديهيات تقول إن المعارضين والمنشقين خصوصا من يعيشون في دول الغرب من مصلحتهم مهاجمة حكومات بلدانهم وإقلاقها وبث الإشاعات وتضليل الرأي العام لما يخدم مشاريعهم.
في المجمل ليست هذه المرة الأولى التي يتبنى إعلام الدول الغربية رؤية وأقوال معارضين لدولهم وحكوماتهم دون نقل رؤية الطرف المستهدف، ضاربا عرض الحائط الأساسيات المهنية واحترام الرأي الآخر، وغالبا ما يتكرر ذلك كثيرا خصوصا إذا كان ذلك الطرف المستهدف لا يسير في خدمة المصالح الغرب الاستعماري.
ختاما مع احترف الإعلام الغربي ومن يدور في فلكه طرق صناعة الرأي العام والتأثير فيه وتوجيهه لمآرب السياسة والحرب نحن في منطقتنا يجب أن نكون أكثر وعيا وحذرا في التعامل مع ما يأتينا من ذلك الإعلام الذي يضعنا في دائرة استهدافه خدمة لمموليه.
