• العنوان:
    قمّة النوم على ضفاف الميت
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    يدرك الجميعُ أن القممَ العربية وما يقال فيها أَوْ يصدر عنها لم تعد مَحَلَّ اهتمام الشارع العربي، بحيث أصبحت تمر دون أن يشعروا بها فيما يكتفي الإعلام الرسمي للدول العربية المشاركة بنقل البث المباشر لفعاليات القمة كجزء من سياسة الاحتفال بالانحطاط الذي تمثّله معظمُ الأنظمة العربية.
  • التصنيفات:
    مقالات



يدرك الجميعُ أن القممَ العربية وما يقال فيها أَوْ يصدر عنها لم تعد مَحَلَّ اهتمام الشارع العربي، بحيث أصبحت تمر دون أن يشعروا بها فيما يكتفي الإعلام الرسمي للدول العربية المشاركة بنقل البث المباشر لفعاليات القمة كجزء من سياسة الاحتفال بالانحطاط الذي تمثّله معظمُ الأنظمة العربية.
ولعل أَكْثَرَ ما يشد انتباه الشارع العربي في القمم العربية وبشكل مثير للسخرية هو المشهد المتكرر في القمم السابقة إلى قمة البحر الميت الأردن بالأمس والتي يظهَرُ فيها عددٌ من الملوك والرؤساء وهم يغطون في النوم، بعدَ ما نال منهم الملل من أنفسهم ومن العبارات الجوفاء التي يطلقها نظراؤهم أثناء إلقاء كلماتهم، بشكل يؤكد للرأي العام العربي أن عدم الاكتراث بما يدورُ خلال القمة سمةٌ تبدأ أصلًا من داخل قاعتها التي تتحول إلى "غرفة نوم" كبيرة. 
وصحيحٌ أن القمةَ لم تقدم جديدًا إيجابيًا للعرب، لكنها واصلت تقديم جديد العمالة لإسرائيل وواصلت سلسلة تنازُلاتها عن القضية الفلسطينية كما تضمن بيانها الختامي الذي تضمن أيضًا اعترافًا بالكيان الصهيوني بوصفه "دولة" في ذلك البيان.
قبل أسابيعَ قليلة كان أبرز المجتمعين في قمة الأمس بالأردن يعقدون اجتماعًا سرّيًا مع الإسرائيليين والأَمريكيين ويتفقون على القضاء على القضية الفلسطينية والتفرغ لحلف يضم الكيان الصهيوني مع السعودية والإمارات ومصر والأردن.
والمفارقة أن القمةَ في الأردن تمسكت بالمبادرة التي قدمتها السعودية في قمة بيروت عام 2002 والتي تحولت من مبادرة إلى رجاء يقدمه العرب لإسرائيل التي عبّرت عن رفضها المطلق لتلك المبادرة خلال اللقاء الذي انعقد مؤخرًا في واشنطن بين الرئيس الأَمريكي ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو والذي انبثق عنه موقفين، الأول يتعلق برفض حل الدولتين والثاني تشكيل التحالف العربي الصهيوني وبذلك حلت "قضية أمن إسرائيل" مكان "القضية الفلسطينية".

تغطيات