• العنوان:
    جوهرية العلاقة بين الرسول الأعظم واليمنيين
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    يتساءل الناس في هذا العالم وفي هذا الزمان، لماذا نحن اليمنيون أكثر المسلمين تفاعلا واحتفاءً وتقديسًا لذكرى المولد النبوي الشريف، مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وللإجابة على هذا التساؤل وأمثاله من التساؤلات، نحتاج إلى طرح عدة أبحاث تاريخية ودينية أشبه برسائل الماجستير والدكتوراة، ومع ذلك لا بد من أن نتعرض إلى بعض النقاط والعناوين التي من خلالها نستشف ونتبين ما نعتقده في جوهرية العلاقة بين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبين أهل اليمن وهي كالتالي :-
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

 

يتساءل الناس في هذا العالم وفي هذا الزمان، لماذا نحن اليمنيون أكثر المسلمين تفاعلا واحتفاءً وتقديسًا لذكرى المولد النبوي الشريف، مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وللإجابة على هذا التساؤل وأمثاله من التساؤلات، نحتاج إلى طرح عدة أبحاث تاريخية ودينية أشبه برسائل الماجستير والدكتوراة، ومع ذلك لا بد من أن نتعرض إلى بعض النقاط والعناوين التي من خلالها نستشف ونتبين ما نعتقده في جوهرية العلاقة بين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبين أهل اليمن وهي كالتالي :-

1- العلم المسبق، قال تعالى( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتابٍ وحكمةٍ ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ بما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم واخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) الآية (81) سورة آل عمران، فمن الآية الكريمة يتضح لنا جلياً وبإجماع المفسرين في كل عصر إن الله سبحانه وتعالى عهد بمهمة التبشير بالرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى كل أنبيائه ورسله عبر التاريخ وفي كل الكتب والديانات السماوية، ولذلك تناقلت الشعوب والأمم والحضارات المختلفة تلك الإخباريات والأوصاف عن الرسول الخاتم الذي سيظهر في آخر الزمان ويكون على يديه الخلاص للبشرية من الظلم والتسلط والاستعباد، وإرساء قواعد العدل والإيمان بالإله الواحد، وتوارث الناس تلك البشارات والأخبار وكان من هذه الحضارات والأمم والشعوب القديمة الحضارة اليمنية والشعب اليمني، وسيتضح أثر هذه البشارات لدى اليمنيين في بقية النقاط.

2- الاصطفاء الإلهي من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى اصطفى الأنبياء والرسل وفضل بعضهم على بعض كما هو واضح في آيات القرآن الكريم قال تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) الآية (33) سورة آل عمران، ولم يكن الاصطفاء محصوراً على الأنبياء والرسل فقط، فالله سبحانه وتعالى يختار ويهيئ ما يريد قال تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون) الآية (68) سورة القصص. فخاتم الأنبياء والمرسلين الذي أمر الله بنصرته والتعهد بذلك، قد اصطفى له أهل اليمن أنصارا  له ولدعوته كما حدث لعيسى بن مريم

3- التهيأة الإلهية قال تعالى (ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم ورزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) الآية رقم ( 37) سورة إبراهيم، فكانت هذه الحادثة هي البداية للارتباط بين القبائل اليمنية واجداد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتوطدت بعلاقة المصاهرة لأكثر من مرة بحسب ما ترويه الكتب التاريخية والسير الإخبارية المؤكدة.

4- الإعداد المبكر لظهور الرسول الخاتم بسبب ذلك العلم المسبق والبشارات والأوصاف المتناقلة عبر التاريخ فهذا الملك التبع يصل إلى منطقة يثرب ويترك فيها حامية عبارة عن قبيلتي الأوس والخزرج ويأمرهما أن ينصرا الرسول الخاتم وأن هذا المكان سيكون مهاجره  وعاصمة دولته وعليهم اتباعه ونصرته.

5- التسليم والرضا فقد كان أهل اليمن مسلمين للرسول الخاتم ومتولين له وطامعين في رضاه ورضا الله سبحانه وتعالى بالانطواء تحت لوائه والتسليم لما يأمر به، وكانت هذه الثقافة تتناقل عبر الأجيال وتحملها جيناتهم الوراثية، فهذا الملك سيف بن ذي يزن يستقبل رؤساء وزعماء القبائل العربية المهنئون له بانتصاره على الأحباش فيلتقي بسيدنا عبدالمطلب عليه السلام ويجري بينهما ذلك الحديث الطويل الذي ينبئ عن العلم الكبير والدقيق في وصف وأخبار وأحوال سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم  الذي كان يدخره اليمنيون في كتبهم ويتناقلونه جيلا بعد جيل، ولم يجدوا حرجاً في أن يسلموا له بالرغم أنهم ملوك العرب.

 فهذا الملك سيف بن ذي يزن المؤمن بالله وبرسوله يقول في بعض الحديث لسيدنا عبدالمطلب عليه السلام (إنك يا عبدالمطلب لجده غير كذب، فخر عبدالمطلب ساجدا، فقال: ارفع رأسك، ثلج صدرك، وعلا أمرك، وقال أيضا: فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود فانهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمن أن تدخل لهم النفاسة، من ان تكون لكم الرياسة فيطلبون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، فهم فاعلون أو أبناؤهم، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه، لسرت بخيلي00 ورجلي حتى أصير بيثرب دار مملكته.  )

 

 هذا جزء بسيط من ذلك الحوار الذي يدلنا على عمق الإيمان والمحبة لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم

6- الانتظار بشغف والمسارعة

كان معظم اليمنيين ينتظرون مبعث رسول الرحمة والهدى، فمنهم من هاجر إلى الحجاز كأفراد أو جماعات مثل أسرة عمار بن ياسر وغيرها، أما من بقوا في ديارهم فظلوا ينتظرون الأخبار والبشارات والأمارات المعروفة لديهم مسبقا، وما أن بعث رسول الله حتى التحقوا بركبه المبارك ومن المعلوم لدى الجميع أن اليمنيين أسلموا برسالة.

وهذه هي النتيجة الطبيعية لما سبق ذكره في بداية المقال

7- الدور البارز في نصرة الإسلام والاستمرار على نهج الرسالة المحمدية قال تعالى (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) الآية 157 الأعراف

 

فدور اليمنيين واضح وجلي ومواقفهم مع رسول الله لا ينكرها احد ولو أردنا التحدث عنها سنؤلف مجلدات، انما نحن نبين جوهرية هذه العلاقة، لقد ذاب اليمنيون حبا وايمانا وتسليما في الله عز وجل ورسوله وآل بيته، ومن منطلق علمهم الإيماني ومعرفتهم بالسنن الإلهية فها هم يتولون الله ورسوله وأعلام الهدى من آل بيته باذلين أنفسهم وأموالهم في سبيل الله، آخذين على عاتقهم نصرة دين الله، مقيمين ومعظمين لشعائر الله، وما هذه الاحتفالات بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين الا نتيجة لذلك العمق الإيماني المحب لله ولدينه ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم.

تغطيات