• العنوان:
    الذكرى العظيمة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كان الناس يطلقون الأعيرة النارية فرحاً وابتهاجاً، تعالت أصوات الميكرفونات بالخطابات والأناشيد للذكرى العظيمة، ذكرى ميلاد يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين،
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

كان الناس يطلقون الأعيرة النارية فرحاً وابتهاجاً، تعالت أصوات الميكرفونات بالخطابات والأناشيد للذكرى العظيمة، ذكرى ميلاد يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين، الرجل الذي أحب الله ورسوله وأحبه الله ورسوله. لكن في الطرف المقابل كان هو يصرخ بشكل هستيري، وكان يتوعد بمعاقبة من حضر الحفل من الطلاب، ومكافأة من لم يحضره، هكذا كانت ردة فعل أستاذنا في المدرسة، إلا أن عقولنا الصغيرة لم تدرك حينها السر وراء ذلك الصراخ والهستيريا، سوى أننا كنا نعرف عنه كراهيته لشيعة أهل البيت عليهم السلام، لذا لم يتمالك نفسه عندما سمع من يفرح لذكرى مولد الإمام علي عليه السلام.

حدث يتردد كثيرا على مخيلتي كلما مرت هذه الذكرى العزيزة على قلب كل مؤمن، وفي نفس الوقت يعتبر من المواقف التي تبعث الأسى إلى النفس للحالة السيئة التي وصل إليها بعض أبناء هذه الأمة، والحقد والكراهية التي يحملونها ضد أعلام الهدى الذين اصطفاهم الله لهداية البشرية ونجاتها من الضلال الذي أراد أعداء الدين أن يكونوا عليه.

فمن هو الشخص الذي يحمل تلك المكانة الرفيعة التي نالها الإمام علي عليه السلام الذي قال عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وورد عنه أيضا: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. كما ورد في الأثر: ما قام الإسلام إلا بسيف علي ومال خديجة. وغيرها الكثير من الأحاديث والروايات التي ذكرت مناقب الإمام علي عليه السلام، والدور العظيم الذي قام به في بناء صرح الإسلام الشامخ. ولأنّ أعداء الإسلام لا يستطيعون إنكار ما جاء في الروايات والأحاديث في فضل هذا الرجل العظيم، حاولوا محاربته عن طريق فصل الأمة عن كل ما يربطها به واتباعه والسير على نهجه؛ لأنّهم يدركون جيداً مدى خطورة حضور هذه الشخصية في نفوس المسلمين على مشروعهم الذي يهدف إلى هدم الدين وضرب المسلمين في دينهم وقيمهم ومبادئهم.

لأنّ نهجه نهج حياة، نهج متكامل يرفع من سار عليه إلى درجات عالية في دينه وقيمه ومبادئه.

ولما كان أهل اليمن أكثر الناس ارتباطاً وولاءً للإمام علي عليه السلام، لذا كان هذا الولاء والانتماء مما يغيظ اليهود وأعداء الدين. وما عدوانهم الظالم على هذا البلد إلا محاولة لضرب هذا المشروع القرآني الذي أقتدى فيه أصحابه بالإمام علي، ورفضوا الذل والهوان والاستسلام وواجهوا أعتى طواغيت الأرض.

سيظل الإمام علي عليه السلام حاضراً في وجدان هذا الشعب وفي مشروعه وتحركاته، وستنتصر عدالة القضية، وسيبقى هذا البلد عزيزاً شامخاً.

وقد فاز فوزاً عظيماً من كان الإمام علي عليه السلام قدوته ومولاه.