• العنوان:
    القشة التي قصمت ظهر الأمير!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    هل كان من الضروري ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد الفائت 21/ 10/ 2018ليعلن للعالم أنه سيفاجؤه يومنا هذا الثلاثاء 23/ 10/ 2018 ببيان يوضح حقيقة ما جرى في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إستانبول يوم 2/ من هذا الشهر وإنما سيقوله سيكون مختلف تماماً عن الرواية السعودية التي من الواضح أنها صيغت بتلقين صهيو أمريكي وعن كلما أعلن عن القضية حتى الآن، لا أريد أن استبقْ الأحداث للتكهن بما سيقوله إلا أنني قلت حين سماع وعده أمام جمع من حزبه (العدالة والتنمية) لو أنه يريد المفاجأة فعلاً فلم لا يبقى الأمر مفاجأة كاملة ؟!،
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

 

هل كان من الضروري ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد الفائت 21/ 10/ 2018ليعلن للعالم أنه سيفاجؤه يومنا هذا الثلاثاء 23/ 10/ 2018 ببيان يوضح حقيقة ما جرى في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إستانبول يوم 2/ من هذا الشهر وإنما سيقوله سيكون مختلف تماماً عن الرواية السعودية التي من الواضح أنها صيغت بتلقين صهيو أمريكي وعن كلما أعلن عن القضية حتى الآن،

لا أريد أن استبقْ الأحداث للتكهن بما سيقوله إلا أنني قلت حين سماع وعده أمام جمع من حزبه (العدالة والتنمية) لو أنه يريد المفاجأة فعلاً فلم لا يبقى الأمر مفاجأة كاملة ؟!، لعله أراد تطمين الرأي العام التركي والعالمي المتفاعل مع هذه القضية !،

أيا كان ما سيقوله فإن ما كنت أتمناه وما أعتقد أنه يتمناه أي إنسان حريص على العدالة في هذا العالم ويعمل من أجل تحقيقها من أي موقع يقع فيه هو أن على السياسيين الشرفاء دائماً تجنيد طاقاتهم السياسية لخدمة العدالة لا أن يجعلوا من العدالة مطية للسياسة ، بمعنى آخر يفترض أن حصان العدالة الباحث عن الحقيقة ومن ثم الإفصاح عما توصلت اليه التحقيقات هو من يسبق عربة الإعلام والسياسة تجنباً لإغراق وعي الناس بالأقاويل والتحليلات القائمة على الظن وإن كانت سوابق آل سعود الإجرامية صارت عند أغلب دول العالم كافية للحكم عليهم بأقسى أنواع الأحكام على سبيل المثال يكفي ما ارتكبوه بحق الشعب اليمني منذ تأسيس هذه المملكة وما تقوم به منذ 26/ 3/ 2015 وحتى هذه اللحظة من مجازر وجرائم في كل أرجاء اليمن وما تضربه على هذا الشعب من حصار ظالم براً وبحراً وجواً بل والحصار الإعلامي الذي يحاول جاهداً جعل ما يجري على اليمن أمر بسيط مقارنة بما جرى داخل قنصلية هذا النظام في استانبول مع بشاعة الجريمة ، إن العالم غارقُ في بحر الأكاذيب والتظليل!

مع كل ذلك لابد من الاعتراف بأن المدعي العام التركي وحتى اللحظة عمل في هذه القضية بقدر كبير من الاحتراف والمهنية من خلال تحقيقاته بل وحتى تسريباته لأنها أدّت الى الاعتراف السعودي وإن كان اعترافاً منقوصاً لأن مفتاح القضية وكل صلاحيات تحريكها قانوناً إنما هومن حق تركيا كونها البلد الذي وقعت فيه الجريمة أما القول بأن القنصلية السعودية هي أرض سعودية بقصد أن للسعودية وحدها الحق المطلق في المحاسبة أو العقاب عن أي جريمة تقع داخلها فهذا قول يحمل من الجهالة والمغالطة ما يكفي لدحضه إذ أن التصريح التركي لسفارة السعودية وقنصليتها إنما هو للقيام بالعمل الدبلوماسي والقنصلي وليس تصريحاً لتحويل مقر القنصلية أو السفارة إلى مسلخ بشري أو وكر للإجرام أو اعطائها الحق في تهريب خمسة عشر مجرماً ولحقهم القنصل إذ المفروض قانوناً التحفظ على جميع من كانوا داخل القنصلية ساعة وقوع الجريمة مهما كانت درجاتهم وليس في ذلك أدنى مخالفة لاتفاقية فينّا ، المفهوم السعودي التي أرادت السعودية إلباسه بمفهوم الحصانة جهل فاضح بالقانون والعدالة وروحهما التي تقتضي انتهاء الحصانة بمجرَّد تجاوزها للغاية منها إذ لا يوجد إنسان لا يُسأل عن أفعاله،

ولا ينبغي أبداً ربط العدالة بالصفقات السياسية أو الاقتصادية لأن هذا الربط يفقد العدالة قدسيتها وسموها ولا زلنا نأمل من أجهزة العدالة في تركيا ألا تخضع لأي نوع من الضغط والابتزاز يحول العدالة الى صفقة كما يتوقع البعض فالعدالة هي حصن الإنسانية الذي ينبغي عليها أن تجاهد لجعله حصناً مانعاً لكل أقذار المال والسياسة من اقتحامه واستخدامه ألعوبة بيد السياسيين الذين تقودهم لغة المصالح بصورة أصبحت اليوم مقززة أكثر من أي وقت!

ولعل أوضح الأمثلة طريقة تعامل الرئيس الأمريكي ترامب مع هذه القضية، وأخطر منها متاجرته بدماء اليمنيين والسوريين والعراقيين وكل دماء البشر التي تسفك في كل مكان فهذا الرئيس لا ينظر للقضايا سوى بمنظور الصفقات وبأسلوب غاية في الصفاقة !، ترامب هذا إنما يعبر عن الإدارة الأمريكية في أجلى تصوراتها بدى في هذه القضية وكأنه ألعوبة بيد صهيرة كوشنر الذي هو على علاقة واضحة مع محمد بن سلمان وصلت لحد أطلق عليه البعض بسببها محمد بن كوشنر وهي علاقة موصولة مع الكيان الصهيوني بنسب!

ومن تابع تصريحات رئيس وزراء هذا الكيان الذي زرعه الغرب في قلب الأمة ليعتبره واحة الديمقراطية بخصوص مقتل خاشقجي يجدها تعبر عن ثقته في رواية السعودية أي رواية القاتل أو على الأقل المتهم بالقتل، وتحاول اسرائيل وترامب وكوشنر اخراج بن سلمان ونظام آل سعود من جريمة قتل خاشقجي كالشعرة من العجين لكنه هذه المرَّة عجين مخلوط بدماء أطفال وكل أبناء اليمن وسوريا والعراق، وكثير من المراقبين والمتابعين والمحللين يَرَوْن أن جريمة خاشقجي إنما هي القشة التي قصمت ظهر الأمير!

والسؤال الذي نختم به هذه الكلمات هو:

 

إذا كان القضاء التركي قد أثبت إلى يوم خطاب أردوغان يوم الأحد الماضي تمسكه بالمهنية والاحتراف فهل سيكون حزب العدالة والتنمية بعد خطاب يومنا هذا متمسكاً بالعدالة حتى النهاية ؟!

هذا ما ستبينه الأيام بعد الخطاب المنتظر!

تغطيات