• العنوان:
    منارةُ الهُدى ونعمةُ القيادة الربانية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كانتْ أيامُنا سُكونًا مُرعبًا، أَو ضجيجًا أعمى.. عهدٌ كأنما القُلوبُ فُرادى، والسبيلُ تيهٌ مُدْلهمٌّ.. نعيشُ بينَ جبروتٍ طامسٍ، وضلالٍ مُتربّصٍ.. لا صوتَ يعلو على الفتنةِ الصمّاءِ، ولا نورَ يخرقُ الليلَ الداجيَ.. كنا في شتاتٍ: أيادٍ مُرتجفةٍ، ورؤىً مُغشّاةٍ.. كنا على شفا جُرُفٍ هارٍ: الأُمَّــة تتبدّدُ بينَ وَهْنِ الداخلِ وكيدِ الخارجِ.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لا قرارَ لنا ولا سيادةَ، لا رأيَ لنا حتى في خُطَبِ الجمعة، وطقوسِ العبادةِ، فالكلُّ أوصياءُ علينا كشعبٍ يمنيٍّ، حتى كنا كحديقةٍ خلفيةٍ لبعضِ دولِ الجوارِ.

ثمّ شاءَ اللهُ أن يفتحَ في العتمةِ فَجْرًا، وأن يبعثَ في الأرض سراجًا وهاجًا.

هو النعمةُ التي استُجْلِبتْ بصدقِ الانتماء، والرحمةُ التي تداركتْنا بها إرادَة السماءِ.

قامَ فينا سيدٌ عَلَمٌ، وقائدٌ ربانيٌّ، من آلِ بيتِ رسولِ اللهِ صلواتُ اللهِ عليهِ وآلِهِ.

لم يكنْ مُجَـرّد قائدٍ يُدبّرُ أمرًا، بل روحٌ تُجدّدُ إيمانًا، ولسانٌ ينطقُ الحقَّ بلا مُداهنةٍ.

أعادَ للبُوصلةِ وجهتَها: نحو القُدسِ والمستضعفينَ.. أحيا في النفوسِ العزّةَ: أبدلَ الذُلَّ إباءً، والخوفَ ثباتًا.

قدّمَ النموذجَ القرآنيَّ: قولًا صادقًا، وعملًا مُجسَّدًا.

فيا تُرى أتساءلُ في هدوءٍ مُجَـرّد: مَن يكونُ!؟ وما سرُّهُ الخفيُّ في مراكمةِ القوةِ واتساعِ التأثير!؟ إنه لا يُشبهُ شيئًا مما عرفناهُ عن رجالاتِ السياسةِ والحكمِ.

مَن عساهُ يُلقي دروسَ العزّةِ على مدارِ الأعوام!؟ وحروبُهُ لم تتوقفْ، من حدودِ قريتِهِ إلى ما وراءَ البحارِ!

أعداؤُهُ قائمةٌ مُبهرةٌ: (تبدأُ من أمريكا وكَيان الاحتلال وتنتهي بخونة اليمن).

أليسَ لهُ نصيبٌ من الخوفِ على نفسِهِ وأهلِهِ!؟ ألا يميلُ إلى حياةٍ شخصيةٍ مُطمئنةٍ!؟ كيفَ لا يحلمُ ببيتٍ وادعٍ على قمةِ التلِّ!؟ ألا يرغبُ بمتعةِ التنقلِ والتجوالِ العالميِّ!؟ بلى!!! لكنَّ لهُ حساباتِهِ المُغايرةَ؛ يخوضُ كُـلّ المعاركِ في ذاتِ التوقيتِ.

كلُّ ذلكَ؛ مِن أجلِ ماذا؟ هل حُبًّا في السلطةِ؟ أَو عشقًا للمنصبِ؟!! لا واللهِ.

أين الطمعُ في السلطةِ!؟ إن كانَ يطمعُ في السلطةِ، فما بالُهُ لا يحافظُ عليها كما يفعلُ الساسةُ.

ولماذا يُضحي ويبذلُ كُـلّ ما تحتَ يديهِ باستجلابِ أعداء من الوزنِ الثقيلِ جِـدًّا، ويُعلنُ عداوتَهم جهرًا بلا أدنى خوفٍ، وكلُّ ذلكَ نُصرةً للمستضعفينَ ولغزةَ!؟

هل ثَمَّةَ يمنيٌّ، أَو عربيٌّ، لهُ هذا التأثير والحضورُ!؟ يعرفُهُ العالمُ أجمعُ.

تُرفعُ صُوَرُهُ شرقًا وغربًا، وتُعزفُ لهُ أغنياتُ الإعجابِ، ولكلِّ يمنيٍّ من ذلكَ نصيبٌ، أيًّا كانَ موقفُهُ من هذا القائدِ العظيمِ.

مَن يجرؤُ أن يقفَ متحديًا كَيان الاحتلال الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، ليسَ بالكلماتِ فقط، بل باللكماتِ والصواريخِ!؟ وبسقفٍ مفتوحٍ من الممكناتِ!؟

إنَّهُ يشغلُ منفردًا رأسَ الهرمِ، وكأنما هو، أنصار اللهِ! ومعَ كُـلّ هذا، تراهُ يهتمُّ بالناسِ والأمةِ ويَعِزُّ عليهِ أن تَضِلَّ أَو أن تُستباحَ، فتراهُ بينَ آونةٍ وأُخرى يُطِلُّ ليُوضحَ ويكشفَ الحقائقَ للناسِ، يُبيّنُ لهم مُلابساتِ الأمورِ وخُططَ وأساليب الأعداء؛ كي لا تنخدعَ وتسقطَ.

فبربِّكم! ألا يبدو منصبُ "الرئيسِ" أصغرَ من أن يشغلَهُ هذا الشابُ، أَو حتى يلتفتَ إليهِ كمَطْمَعٍ!؟ أتتذكرونَ حجمَ السخريةِ من كلماتِهِ الأولى عندما قالَ: "لدينا خياراتٌ استراتيجيةٌ"؟ وكم كانتْ لاذعةً وهو يُفصحُ: "سنضربُ إسرائيل"؟ وهل بلغتْ مداها عندَ قولِهِ: "سنضربُ البوارجَ الأمريكيةَ!"؟ ومعَ كُـلّ السخرياتِ، ألم يفعلْ، في كُـلّ مرةٍ، ما قالَهُ لأولِ مرةٍ!؟ فمَن يسخرُ مِمَّن!؟

بهِ اهتدتِ السَّفينةُ إلى مَرسَاها بعدَ عواصفِ الرَّدَى.

فانظروا الآنَ! كيفَ تجمّعتِ الصفوفُ التي كانتْ مُتناثرةً، وكيفَ استفاقتِ الهِمَمُ التي كانتْ غافيةً.

أصبح الموقفُ صُلْبًا لا يلينُ، والصوتُ جَهيرًا لا يُساوَمُ.

ولو لم تُدركْنا هذهِ اليدُ المُباركةُ، وهذا العقلُ المُستنيرُ بنورِ القرآن، لكُنّا اليومَ غُثاءً لا وزنَ لنا، مُمزَّقينَ بينَ فِتَنٍ لا تُبقي ولا تَذَرُ، أُلعوبةً في أيدي الطامعينَ، نرزحُ تحتَ سِياطِ الخضوعِ المُقيتِ.

حقًا إنَّهُ ليسَ شخصًا فحسبُ، بل هو عَلَمُ هدايةٍ ربانيٌّ وقائدٌ محمديٌّ حيدريٌّ حسينيٌّ: إنَّهُ السيدُ القائدُ المجاهدُ السيدُ عبدُ الملكِ بنُ بدرِ الدينِ الحوثيِّ (سلامُ اللهِ عليهِ ما دامتِ السماواتُ والأرض).

الذي أقامَ فينا جدارَ المَنَعةِ، وأضاءَ قنديلَ اليقينِ.

فلكَ الحمدُ يا اللهُ، هذا فضلُكَ الذي لا يُنكرُ، وهذا سِرُّ اصطفائِكَ الذي لا يُبْصِرُهُ إلا المُتبصِّرونَ.

اللهمَّ، فأدِمْ علينا هذهِ النعمةَ بمَزيدٍ من التوفيقِ والسدادِ لقائدِنا المباركِ وعَلَمِ زمانِنا، واجعلْنا من الشاكرينَ حقَّ الشكرِ، المُسلِّمينَ حقيقةَ الأمرِ.

إنَّكَ وليُّ النِعَمِ ومَصدرُ الفضلِ والكرمِ.

نحمدُكَ حمدًا تُعادِلُهُ الأفعال، ويُصدِّقُهُ الثباتُ معهُ في ميادينِ الجهادِ والقتالِ.