• العنوان:
    الأمن والمخابرات.. صمّامُ اليمن، وسورُه المنيع، وحاجزُه الذي لا يُقتحم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    إن رجال الأمن والمخابرات ليسوا مُجَـرّد أفراد على مقاعد الوظيفة؛ بل هم حماةُ الثغور الخفية، ورجالُ المواقع التي لا تطالها الأبصار، وفرسانُ المواجهة الصامتة التي تُجهض الخطر قبل أن ينهض.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

خرجوا من أصل هذا الشعب وفصله:

من هذا الشعب خرجوا، من قراه ومدنه وجباله، من بيوت الشرفاء ومنابر الصابرين.

حملوا على عواتقهم أثقلَ الأمانات، ووقفوا على خطوط لا يقفُ عليها إلا من عرف معنى العهد، ومعنى القسم، ومعنى أن يكون الوطنُ أمانة لا تُفرّط ولا تُسلّم.

هؤلاء الأبطال هم نبضُ الدولة عندما تتراكم عليها المؤامرات، وهم اليد التي تقطع خيوط الاختراق قبل أن تتشابك.

لا يتعاملون مع العدوّ؛ باعتبَاره قوة، بل؛ باعتبَاره فراغًا يُملَأُ بالحزم، وضعفًا يُكشف باليقظة، وخطرًا يُبطل بالعقل والبصيرة والتتبع.

أما الخائن أمام جهاز الأمن والمخابرات والشعب؛ فهو الساقط في ميزان الشرف، المنزوع من جوهر الرجولة، الذي باع ولاءه لأعداء الإسلام والأمة بثمنٍ خسيس، وسلّم عقله وضميره لمن يتمنى لليمن الانهيار.

خونةُ الداخل ليسوا سوى ظلٍّ باهتٍ للعدو؛ حرّكه الحقدُ فسلبهُ عقلَه، وساقهُ الطمعُ فسلبهُ كرامتَه وشرفه ودينه.

ولولا رجال الأمن والمخابرات لاغتالت مؤامراتهم لياليَ اليمن، ولتمددت أيديهم في خاصرة الوطن، ولولجت مسارب الخيانة إلى قلب البلاد.

ولكن.. كل خطوة مشبوهة تُرصَد، وكل خيط خيانة يُقطع، وكل محاولة اختراق تُجهض قبل أن تكتمل.

إلى أبناء اليمن الشرفاء:

إن أمن الوطن لا يحرسُه جهاز واحد، بل تحرسه أُمَّـة بأسرها.

وإن الوقوف مع رجال الأمن ليس خيارًا، بل واجبًا يفرضه الدين والوطن والعقل.

فكونوا عيونًا ساهرة معهم، وسندًا لا ينكسر، وجبهةً لا تُثلم، وصفًّا لا يتزحزح أمام رياح الفتنة والخونة.

إن اليمن لا يُحمى بالأماني، بل باليقظة الراسخة، والولاء الثابت، والصفّ المرصوص، والوعي الذي لا يُستدرَج، والرجال المؤمنين.

الأمن والمخابرات.. كلمةُ البلاد إذَا صمت الجميع، وعقلُ الدولة إذَا اضطربت الحسابات، ويدُ الوطن التي تردّ عن جسده كُـلّ سهمٍ مسموم، وسوره الذي لم -ولن- يُخترق.