• العنوان:
    صنعاء تتهيّأ لإبهار العالم بشكل غير مسبوق
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تتحَرّك صنعاء اليوم في مسارٍ يتجاوز حدود التطوير العسكري التقليدي، ليقتربَ من تشكيل استراتيجية دولة تُعاد صياغتُها بهدوء وثقة ووعيٍ بطبيعة التحولات الإقليمية والدولية.. اليمن لا تراهنُ على خطوة واحدة، بل على منظومة متكاملة من المفاجآت تُصنَع بعيدًا عن الضجيج وتظهر فقط عند لحظات الانعطاف الكبرى.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

على مدى سنوات، عملت صنعاء على بناء قدراتها الصناعية الدفاعية بتدرج محسوب، حتى بلغت المسارات التقنية واللوجستية والتخطيطية مرحلة الجهوزية القصوى.

وما تم الوصول إليه اليوم ليس مُجَـرّد نتيجة لجهود متفرقة، بل حصيلة رؤية استراتيجية أدركت مبكرًا أن امتلاك القوة هو الشرط الأول لحماية القرار السياسي ومنع فرض الوصاية الخارجية.

هذه المسارات التي طال انتظارها بلغت اليوم نقطة النضج، ولم يبقَ سوى الانتقال من مرحلة البناء إلى مرحلة التنفيذ.

لا تأتي مفاجآت صنعاء في لحظة عادية؛ فالمنطقة تعيش ذروة التوتر السياسي والعسكري، وكل طرف يحاول تثبيت قدمه في أرض متحَرّكة.

وفي مثل هذا السياق، لا تكتفي صنعاء بالرد، بل تعمل على إعادة ترتيب قواعد الاشتباك وتحديد شكل الصراع القادم.

إن إدراك صنعاء لأهميّة اللحظة يمنح أي خطوة قادمة أثرًا مضاعفًا يتجاوز حدود الجغرافيا اليمنية.

المراقبون يجمعون على أن القادم لن يكون نسخة مطورة من السابق، بل انتقالا إلى مرحلة نوعية قد تفاجئ الخصوم وتربك حساباتهم.

الحديث هنا لا يتعلق بإعلان محدود، بل قفزة كبرى تستند إلى تراكم خبرات ومعرفة وتطوير ذاتي لم يعد خافيًا.

وما تلمّح إليه بعض التحَرّكات يشير إلى أن صنعاء تستعد لإطلاق ما يمكن وصفه بـ"الصدمة الاستراتيجية" التي تغير طريقة فهم العالم لدورها وإمْكَاناتها.

تتجه الأنظار اليوم إلى صنعاء لا لأَنَّها طرف في معادلة إقليمية؛ بل لأَنَّها أصبحت رأس المعادلة نفسها.

فالقدرات التي بنتها، والمسارات التي اكتملت، والدروس التي استوعبتها خلال سنوات الحرب، كلها تشير إلى أن مرحلة الإبهار الحقيقي لم تبدأ بعد.

وفي لحظة ما، قد لا تكون بعيدة، قد يجد الإقليم والعالم أنفسهم أمام حدث يفرض لغة جديدة وقواعد جديدة وقراءة مختلفة تمامًا لمركز القوة في المنطقة.