مصادر سورية متعددة أفادت بأن 8 سيارات دفع رباعي للعدو الإسرائيلي توغّلت في قرى رسم الحلبي والمشيرفة وأم باطنة بريف القنيطرة الأوسط، بالتزامن مع قوة عسكرية أخرى من 8 آليات عسكرية متنوعةنفذت سلسلة توغّلات متزامنة في قرى متعددة داخل المحافظة، في تصعيد هو الأوسع نطاقاً منذ عشرة أشهر.

ولم يكتفِ العدو بالمناورة الميدانية، بل تحرّك نحو فرض السيطرة على حركة السكان، حيث توغّلت قوة عسكرية في قرية العجرف ونصبت حاجزاً للتفتيش اعتقلت عنده شابين بعد توقيفهما، قبل أن تعود قوة أخرى لمداهمة منزل أحد المعتقلين في القرية نفسها، في سلوك يؤكد أن الاحتلال يتعمد التعامل مع سكان القنيطرة كمناطق خاضعة لسلطته المباشرة.

كما أضافت المصادر أن قوة عسكرية صهيونية توغّلت في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، بينما أطلقت قوات العدو المتمركزة في التل الأحمر الغربي النار في محيط التل الأحمر الشرقي قرب كودنة، في خطوة تندرج ضمن سياسة التخويف وتثبيت الرقابة على المحاور الحساسة، وتوسيع السطوة على السكان.

هذه التحركات المكثفة، التي اتُّخذت خلال أقل من 24 ساعة، تشير إلى وتيرة تمدد غير مسبوقة، تعكس توجهاً واضحاً لدى العدو لإحكام السيطرة على القنيطرة بالكامل، بل والتعامل معها كمنطقة معدّة للضمّ العملياتي.

ويستفيد العدو في ذلك من مسار بدأه بتوغلات صغيرة قبل أشهر، ثم توسّع تدريجياً عبر نقاط ريف درعا، وصولاً إلى تخوم دمشق، دون أن يواجه أي ردّ سوري يمنع أو يردع، ما جعله يتجه الآن إلى تحركات تفضي للسيطرة الكاملة.

وفي السياق، فإن استمرار صمت سلطات الجولاني، التي لم تُبدِ أي موقف أو ردّ فعل أمام هذا التصعيد، يشجّع العدو على رفع سقف طموحاته يوماً بعد آخر، كما أن التهاون الدولي والدعم الأمريكي يرسلان رسالة سياسية واضحة بأن المجال مفتوح أمام العدو الصهيوني لإعادة رسم الخارطة العسكرية في الجنوب السوري.

وبحسب المؤشرات الميدانية، فإن العدو يسعى حالياً إلى فرض سيطرة كاملة على القنيطرة، تمهيداً للانتقال نحو درعا بعمليات أكثر كثافة، وصولاً إلى إخضاعها إذا ما استمر التواطؤ "الجولاني" والدعم الأمريكي؛ ليعيد استنساخ الأسلوب نفسه في بقية المناطق الجنوبية وصولاً إلى أعمق نقطة له في تخوم دمشق، ضمن مشروع توسعي لا يخفي نياته ولا يتردد في إعلانها.

المشهد بمجمله يشير إلى أن القنيطرة تعيش أخطر مراحلها منذ عقود، وأن التغاضي المتواصل عن الانتهاكات لن يؤدي إلا إلى توسيع الاحتلال وتثبيت وجوده، فالعدو يمضي قدماً في مشروعه، وكل صمت يُقابله خطوة إضافية نحو السيطرة الشاملة على الجنوب السوري.