• العنوان:
    الزهراء عليها السلام.. حين ترتقي القيم إلى مرتبة القداسة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في خضم الجدل المتصاعد حولَ دور المرأة ومكانتها، تعود سيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لتقدم نموذجًا مختلفًا تمامًا عمّا يروّجه الخطاب الحديث؛ نموذجًا صنعه التاريخ بيد القيم لا بيد الشعارات.. فالزهراء لم تكن مُجَـرّد ابنة نبي، بل كانت حالة إنسانية استثنائية تجلّى فيها الإيمانُ بأرقى صوره، واجتمعت فيها البصيرة بالعفاف والمسؤولية والحكمة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

حين يصفها الوحيُ بأنها سيدة نساء العالمين؛ فإن هذا لا يعبّر فقط عن مكانتها الفردية، بل يؤكّـد أن المرأة في ميزان السماء قادرة على بلوغ قمم لا يبلغها كثير من الرجال.

وهو تكريم يثبت أن الطريق إلى العظمة يبدأ من الداخل؛ من القيم والوعي والإيمان، لا من الصورة التي تُفرض على المرأة عبر موجات الحداثة الزائفة.

ومن هنا يبرز السؤال:

كيف اختزل البعضُ دورَ المرأة في مظهرها، بينما قدّم التاريخُ الديني نماذجَ نسائية اختزلت العالم في قيمها؟

المتابع للمشهد الثقافي اليوم يدرك أن المرأة أصبحت الهدف الأول لمحاولات إعادة تشكيل الهُوية.

فالمعركة ليست على الحجاب أَو المظهر فقط، بل على الوعي والدور.

تُقدَّم مفاهيم "الحرية" بوصفها تحرُّرًا، بينما هي في كثير من الأحيان انزلاق إلى مساحات الاستغلال والفراغ، وما ينتج عن ذلك من تفكُّك أسري وضياعٍ في الدور وانهيار في المنظومة الأخلاقية.

وفي مواجهة هذا الواقع، يصبح استحضارُ نموذج الزهراء عليها السلام ضرورةً معرفيةً وأخلاقية، لا حنينًا إلى الماضي.

لم تكن قوة الزهراء عليها السلام في خِطابٍ طنان، بل في منهج عملي شكّل إنسانا قبل أن يشكّل مجتمعًا.

فالمرأة التي تستلهم قيمَها من سيرتها لا تحتاج إلى صراعٍ مع العالم، بل إلى بُوصلة تحفظ كرامتها وتعيد ترتيب أولوياتها: وعي، وإيمان، وعفاف، ومسؤولية، وارتقاء.

إن هذا النموذج الأخلاقي يظل خطرًا على مشاريع الانحراف الحديثة لأنه يقدّم بديلًا واقعيًّا وعمليًّا يحمي المرأة والمجتمع معًا.

خاتمة: عندما يصبح الماضي قوة لحماية المستقبل

سيرة الزهراء عليها السلام ليست فصلًا من التاريخ، بل معيارًا يتجدّد كلما واجهت المجتمعات موجات الانحراف والتزييف.

إنها دليلٌ على أن القيم ليست ترفًا، بل سلاح حضاري يحفظ هُوية الأُمَّــة ويحمي كرامةَ الإنسان، امرأةً كان أَو رجلًا.

وفي عالمٍ يعيد تشكيل دور المرأة بطرق قد تبدو جذابةً لكنها تحمل انهيارًا صامتًا، يبقى النموذج الفاطمي أحد أهمِّ الموازين التي تعيد للإنسان وعيه وللمجتمع توازنه.