• العنوان:
    الزهراء عليها السلام.. مدرسة متكاملة للمرأة المسلمة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    يُعد ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حدثًا روحيًّا واجتماعيًّا بارزًا في الوجدان الإسلامي، حَيثُ تمثل الزهراء النموذج الأعلى للمرأة المسلمة في الطهر والعفاف والصبر والجهاد.. فهي ابنة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، التي حملت رسالةَ الإسلام في حياتها قولًا وفعلًا، وأصبحت مدرسة متكاملة تستلهم منها النساء قيم التضحية والثبات على الحق.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إن الحديث عن ميلاد الزهراء ليس مُجَـرّد استذكار تاريخي، بل هو استحضار لقيم متجددة تعيش في ضمير الأُمَّــة، وتنعكس في سلوكياتها ومواقفها، خُصُوصًا في المجتمعات التي ما تزال متمسكة بالهُوية الإيمانية الأصيلة، مثل المجتمع اليمني.

السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ليست شخصية عابرة في التاريخ الإسلامي، بل هي مدرسة متكاملة في الإيمان والعلم والجهاد الاجتماعي.

فقد عُرفت بكونها "أم أبيها"، وهو لقب يعكس عمق العلاقة الروحية والوجدانية بينها وبين النبي صلى الله عليه وآله، حَيثُ كانت سندًا له في أصعب الظروف، وامتدادا لرسالته في بيتها وحياتها.

لقد جسدت الزهراء قيم الإسلام في حياتها اليومية، فكانت مثالًا للزوجة الصابرة، والأم المربية، والإنسانة المجاهدة التي لم تتوانَ عن الدفاع عن الحق في وجه الانحرافات التي أعقبت وفاة النبي.

هذه السيرة تجعل منها قُدوة للمرأة المسلمة في كُـلّ زمان ومكان، فهي ليست مُجَـرّد رمز ديني، بل نموذج عملي يمكن للنساء أن يستلهمن منه كيفية الجمع بين الإيمان والعمل، وبين الروحانية والموقف الاجتماعي والسياسي.

في اليمن، تحرص النساء على إحياء هذه المناسبة بفعاليات واسعة، تعكس عمق ارتباطهن بسيرة الزهراء؛ باعتبَارها قُدوة ومُلهمةً في مواجهة التحديات.

آلاف الحرائر يشاركن في أنشطة ثقافية واجتماعية، تتنوع بين الندوات والمحاضرات والمسابقات القرآنية والفعاليات الطلابية، إضافة إلى حملات دعم للأسر المحتاجة، في مشهد يبرز الدور الرسالي للمرأة اليمنية.

هذه المشاركة النسائية لا تقتصر على الجانب الروحي فحسب، بل تحمل أبعادًا اجتماعية وسياسية، حَيثُ تربط اليمنيات بين ميلاد الزهراء ومواقفها في نصرة الحق، ليؤكّـدن أن المرأة المسلمة قادرة على أن تكون صوتًا للوعي والكرامة في مواجهة الظلم والتحديات.

كما تأخذ هذه المناسبة طابعًا خاصًا؛ إذ تتحول إلى مهرجان إيماني واجتماعي تشارك فيه آلاف النساء في مختلف المحافظات.

الفعاليات التي تُقام لا تقتصر على الجانب الديني، بل تشمل أنشطة ثقافية، وندوات فكرية، ومسابقات قرآنية، وأعمالًا خيرية تستهدف الفئات المحتاجة.

هذا التنوع يعكس وعي المرأة اليمنية بدورها الرسالي، ويؤكّـد أن ارتباطها بالزهراء ليس مُجَـرّد ارتباط عاطفي، بل هو التزام عملي بقيمها ومواقفها.

إحياء ميلاد الزهراء في اليمن يحمل دلالات اجتماعية وسياسية عميقة.

فهو من جهة يعكس تمسك المرأة اليمنية بهُويتها الإيمانية، ومن جهة أُخرى يترجم موقفها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

المشاركات في هذه الفعاليات يؤكّـدن أن الزهراءَ ستظل النموذج الأعلى للمرأة المسلمة مهما حاول البعض تجاهل سيرتها، وأن المرأة اليمنية تستلهم منها قيم التضحية والصبر وتترجمها إلى مواقف عملية في دعم قضايا الأُمَّــة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

هذا الربط بين سيرة الزهراء والمواقف السياسية والاجتماعية يعكس وعيًا عميقًا بدور المرأة في صناعة الوعي وصون الهُوية.

فالمرأة اليمنية لا ترى في ميلاد الزهراء مُجَـرّد مناسبة دينية، بل تعتبره محطة لتجديد العهد بالقيم الإيمانية، وللتأكيد على أن المرأة المسلمة قادرة على أن تكون شريكة في صناعة الموقف الوطني والقومي.

المرأة اليمنية.. امتداد لنهج الزهراء

من خلال هذه الفعاليات، يتضح أن المرأة اليمنية ترى في الزهراء نموذجًا عمليًّا يمكن أن يُترجم في حياتها اليومية؛ فهي تستلهم منها الصبر في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، والعطاء في خدمة الأسرة والمجتمع، والثبات في مواجهة التحديات السياسية والأمنية.

هذا الارتباط يجعل من ميلاد الزهراء مناسبةً لتجديد العهد بالقيم، وللتأكيد على أن المرأة اليمنية ليست مُجَـرّد عنصر ثانوي، بل هي شريكة في صناعة الوعي وصون الهُوية.

إن إحياء ميلاد الزهراء في اليمن ليس مُجَـرّد احتفال ديني، بل هو تجسيد لوعي المرأة اليمنية بدورها الرسالي والاجتماعي، حَيثُ تستلهم من الزهراء قيم التضحية والصبر، وتترجمها إلى مواقف عملية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، لتثبت أن ميلاد الزهراء هو ميلاد للوعي والثبات على الحق والإصرار على أن المرأة المسلمة هي الحصن الأول للهُوية والقيم.

ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مناسبة تتجاوز حدود الزمان والمكان، لتصبح رمزًا متجددًا للمرأة المسلمة في كُـلّ عصر.

وفي اليمن، تتحول هذه المناسبة إلى حدث جماهيري يعكس عمق ارتباط النساء بسيرة الزهراء، ويؤكّـد أن المرأة اليمنية قادرة على أن تكون صوتًا للوعي والكرامة في مواجهة التحديات.

إن ارتباط اليمنيات بميلاد الزهراء يعكس وعيًا عميقًا بدور المرأة في بناء المجتمع وصون الهُوية، ويجسد إصرارهن على أن تكون الزهراء قُدوة حيةً في حياتهن اليومية، سواء في التربية أم التعليم أم المواقف الوطنية.

بهذا، يتضح أن ميلاد الزهراء ليس مُجَـرّد ذكرى تاريخية، بل هو ميلاد متجدد للوعي، وللثبات على الحق، وللإصرار على أن المرأة المسلمة ستبقى الحصن الأول للهُوية الإيمانية والإنسانية.