• العنوان:
    الذكاء الاصطناعي أرضًا يملكها الأغنياء ويستأجرها الفقراء: هل أنت مستهلك أم منتج للتكنولوجيا؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تغطيات| المسيرة نت: يحذر خبراء الاقتصاد الرقمي من تحول الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد من الإقطاعية الحديثة، حيث تمتلك الدول الغنية "الأرض الرقمية" ممثلة في مراكز البيانات والبنية التحتية والنماذج الذكية، بينما تُترك الدول الفقيرة في موقع المستأجر الذي يدفع الإيجار شهريًا ليستخدم أدوات لا يمتلكها. هذه الفجوة التقنية المتسارعة تعيد رسم الخريطة الاقتصادية العالمية، وتثير تساؤلات خطيرة حول مستقبل الثروة والسلطة والبيانات.
  • كلمات مفتاحية:

خبير الذكاء الاصطناعي عمير عبد الجبار، قال في تحليل له على قناة "المسيرة"، إن ما يحدث اليوم في عالم التكنولوجيا ليس مجرد تطور طبيعي، بل "خدعة" تؤدي إلى توسيع الهوة بين الدول. وأضاف أن "هناك دولا فقيرة تزداد فقرا، ودول غنية تزداد غنى، والفرق هنا هو جوهري بين استهلاك التكنولوجيا وإنتاج التكنولوجيا".

وأوضح عبد الجبار أنه لفهم هذا التحول، يجب إدراك أن النظام الاقتصادي العالمي بدأ ينتقل إلى ما يسميه الخبراء "الإقطاعية الرقمية". ففي هذا النظام، "الدول الغنية مثل أمريكا والصين وغيرها تمتلك الأرض والمصانع الرقمية، ممثلة في مراكز بيانات عملاقة وبنية تحتية ونماذج ذكية، أما الدول الفقيرة فهي تتحول إلى مجرد مستأجرين أو مستهلكين".

وضرب مثالًا لحالة التبعية والغنى التكنولوجي في سياق علاقات الدول الغنية والفقيرة، قائلًا: "تخيلوا هذا السيناريو: عندما تستخدم دول نامية الذكاء الاصطناعي لتحسين زراعتها أو إدارتها، فهي لا تمتلك الأداة، بل تدفع إيجارا شهريا بالعملة الصعبة لشركات تكنولوجية كبرى مثل غوغل وأمازون".

مؤكدًا أن هذا الوضع يخلق أمرين خطيرين؛ الأول بخروج الثروة من الدولة الفقيرة، حيث تذهب الأموال إلى خزائن الدول الغنية في شكل رسوم اشتراك وتراخيص. والثاني يتمثل في تراكم الذكاء لدى الأقوياء، حيث تجمع هذه الشركات البيانات من الدول الفقيرة وتدرب نماذجها لتصبح أذكى وأقوى، ما يوسع الفجوة بين منتجي التكنولوجيا ومستهلكيها.

وأكد أن هذه الظاهرة تشكل ما يسمى "الفائدة المركبة للذكاء"، حيث الذكي يزداد ذكاءً وقوةً وغنىً، بينما التابع يزداد تبعية وفقرًا وضعفًا".

وخلص إلى أن الاقتصاد يتغير بالكامل، واننا أمام مرحلة جديدة يتحدد فيها مستقبل الدول بناءً على قدرتها على إنتاج التكنولوجيا لا مجرد استخدامها.