• العنوان:
    اليمن: إرادَة لا تنكسر ونصرٌ يقترب
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    يشهد اليمن اليوم مرحلة هي الأخطر والأكثر حساسية منذ اندلاع العدوان قبل عشر سنوات، مرحلة تتقاطع فيها مشاريع الهيمنة الإقليمية مع صمود شعبٍ لم يتزحزح رغم كُـلّ ما واجهه من عدوان، وحصار، وانهيار ممنهج لمؤسّسات الدولة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ومع ذلك، لا يزال اليمنُ الكبيرُ ثابتًا شامخًا كجباله، يبرهن في كُـلّ محطة أن إرادته عصيَّة على الكسر وأن وعيه أقوى من كُـلّ خيوط المؤامرات المنسوجة في الظلام.

على مدى عقد كامل، تحَرّكت دولُ العدوان بثقلها السياسي والعسكري والمالي، محاولةً إعادة تشكيل اليمن وفق خارطة نفوذ جديدة.

غير أن كُـلَّ تلك المشاريع اصطدمت بجدار الشعب اليمني؛ شعبٌ خبر الحصار، وتأقلم مع الجراح، لكنه لم يُفرِّط في كرامته ولا في مواقفه ولا في هُويته الوطنية الجامعة.

لقد سقطت تباعًا أوراق الداخل، وانكشفت الحساباتُ التي بُنيت على شراء الولاءات أَو تفكيك المجتمع أَو إشعال الصراعات الجانبية.

اليوم، ومع التحولات المتسارعة في الميدان والسياسة، تتهاوى ما تبقى من المشاريع القاتمة التي سعت إلى تمزيقِ اليمن وإغراقه في فوضى لا تنتهي.

لم يعد المشهد كما كان في سنواته الأولى؛ ميزانُ القوى تبدَّل، والوعي الشعبي اشتدَّ، والقدرة على المناورة لدى صُنَّاع العدوان أصبحت أضيق من أي وقت مضى.

فاليمن الذي واجه العالم بصدورٍ مفتوحة وبصلابة مذهلة، بات اليوم أقرب من أي وقت سابق إلى إمساك زمام المبادرة ورسم ملامح مرحلة جديدة.

ما يلوح في الأفق ليس مُجَـرّد تفاؤل عاطفي، بل معطيات واقعية تُظهر أن مشروع الهيمنة يترنح، وأن اليمن مقبل على لحظة فارقة تُعيد إليه مكانته ودوره.

بوارق النصر ليست شعارًا، بل انعكاس لإرادَة صُلبة تُراكم مكاسب سياسية وشعبيّة وميدانية، ولشعبٍ أدرك تمامًا أن المعركة ليست معركة نفوذ فحسب، بل معركة وجود يحمي فيها هُويته ومستقبله وقراره المستقل.

وهكذا، يمضي اليمن – بكل ثقله التاريخي والجغرافي والحضاري – نحو مستقبلٍ يتجاوز عتمة السنين العشر.

فكما أسقط مؤامرات الأمس، سيُسقط ما تبقى من مشاريع اليوم، وسينتصر؛ لأَنَّ الشعوب التي تؤمن بحقّها في الحياة لا تُهزم، ولأن اليمن الكبير سيظل كَبيرًا مهما تكاثفت عليه العواصف.