• العنوان:
    "شرعية" تبحث عن مُنقِذ من "المنقذ"!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تشهد محافظة حضرموت والمهرة والمحافظات المحتلة سلسلةً من التحَرّكات السياسية والعسكرية المدعومة سعوديًّا وإماراتيًّا، في مشهدٍ يكشفُ حجمَ التعقيد الذي وصل إليه الواقع اليمني، وعمق التصدُّع داخلَ منظومة مَن تُسمِّي نفسَها "الشرعية".. فالمشهد لم يعد مُجَـرّد تنافس نفوذ، بل تحوَّل إلى دليلٍ واضح على سلطة فقدت القدرة على إدارة قرارها، وأصبحت تبحث عن مُنقِذٍ من المُنقِذ نفسه.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

حضرموت، التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى ساحة اختبار للسياسات الإقليمية، تشهد اليوم ترتيبات عسكرية جديدة بين أتباع الاحتلال، ودعمًا مباشرًا لقوى بعينها، وإعادة هندسة للتوازنات بعيدًا عن القرار الوطني.

كُـلّ ذلك يُقدَّم تحت شعار "استعادة الدولة"، فيما الحقيقة تشير إلى أن الدولة ذاتَها تبحث عمَّن يستعيدها من حالة التآكل والتشظِّي.

المفارقة أن الحلفاء الذين قدَّموا أنفسهم يومًا كـ"مُنقِذين" يظهرون اليوم جزءًا من أزمة الشرعية لا جزءًا من حَلِّها.

فالدعم الخارجي لا يخلق استقرارًا حين يتحول إلى أدَاة لتشكيل مشهد سياسي وأمني جديد وفق رؤية لا تعبِّر عن الداخل اليمني، بينما تقف الشرعية في الخلف، تراقب مستقبلها يُكتَب بيد الآخرين.

ومع امتلاك حضرموت ثقلَها الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي، تصبح محورًا لصراع إرادات ومصالح متقاطعة، في ظل غياب مشروع وطني قادر على حماية القرار المحلي وصون الإرادَة الشعبيّة.

وهنا يبرز السؤال الجوهري: كيف لسلطة غير قادرة على حماية موقعها السياسي أن تحمي وطنًا بحجم اليمن؟

ما يجري اليوم ليس حدثًا عابرًا، بل محطة تكشف أن الشرعية لم تعد تبحث عن دعم، بل عن مَن يُخلِّصها ممَّن تقدَّموا؛ باعتبَارهم حلفاءَها.

إنها لحظة فارقة تؤكّـد أن الدول لا تُبنى من الخارج، وأن الشرعية لا تُمنَح بل تُصنَع بإرادَة وطنية تعرف طريقَها.

حضرموت اليوم على مفترق طرق: إما أن تكون بوابةً لولادة رؤية يمنية مستقلة، وإما أن تبقى مسرحًا مفتوحًا لحسابات الآخرين.

وفي النهاية يبقى السؤال مُعلَّقًا: هل تدرك الشرعية أن المُنقِذ الحقيقي يبدأ من الداخل، من قدرتها على استعادة ذاتها قبل أن تفقد ما تبقَّى منها؟