• العنوان:
    فوضى بلا وجود لأنصار الله
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تعيش محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى - وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف السعوديّ الإماراتي الأمريكي - أوضاعًا أمنية واقتصادية مضطربة منذ بداية العدوان، رغم أنها لم تشهد وجودًا عسكريًّا أَو إداريًّا لأنصار الله في أية مرحلة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

وهذا يكشف أن تبرير الفوضى والغلاء والحروب بوجود أنصار الله ليس سوى محاولة للهروب من الحقيقة التي يعرفها أبناء تلك المناطق: أن التحالف هو المسيطر الفعلي، وأن الصراعات ناتجة عن تنافس أطرافه على النفوذ والثروة.

منذ اللحظة الأولى للسيطرة على هذه المحافظات، ظهرت بوضوح الأطماع السعوديّة والإماراتية.

فالسعوديّة ركزت على المهرة بوصفها البوابةَ البحرية التي تؤمن لها منفذًا نحو بحر العرب، بينما سعت الإمارات إلى إحكام السيطرة على سقطرى وحضرموت لتعزيز نفوذها الاستراتيجي والاقتصادي.

ونتيجة لهذا التنافس غابت الدولة المزعومة، وتعددت التشكيلات العسكرية، وتوسع النفوذ الأجنبي، فتحولت هذه المناطق إلى ساحات لتصفية الحسابات بين أدوات الخارج.

ورغم أن هذه المحافظات لم تدخل في مواجهات مع أنصار الله، فإنها لم تعرف الأمن والاستقرار.

ففي حضرموت تتصاعد التوترات بين القوى التابعة للإمارات والسعوديّة، وفي المهرة يفرض الوجود العسكري السعوديّ سلطته على المنافذ البرية والبحرية، أما سقطرى فشهدت عسكرة الجزيرة وتحويلها لقاعدة مغلقة خارج سلطة الدولة.

وهذا كله يؤكّـد أن غياب الأمن ليس له علاقة بوجود أنصار الله من عدمه، بل بكيفية إدارة التحالف لهذه المناطق.

على الجانب الإنساني، يعاني المواطنون من انهيار اقتصادي مرعب، وتدهور سعر الصرف، وارتفاع جنوني في أسعار السلع، وتردٍّ شبه كامل في الخدمات، إضافة إلى البطالة وانعدام المشاريع التنموية.

وهذا يحدث في مناطق لم تُحاصر ولم تشهد حربًا مباشرة، مما يكشف أن الفشل نابع من الإدارة الخاضعة لأجندات خارجية لا تهتم بمصلحة السكان المحليين.

يحاول إعلام التحالف وأبواقه إلصاق هذه الفوضى بأنصار الله، لكن الواقع يثبت العكس.

فالشعب في تلك المناطق أصبح أكثر وعيًا بأن مشكلته ليست مع أية قوة بعيدة عنه، بل مع القوى الأجنبية التي تحتل أرضه وتتحكم بثرواته وتزرع الصراعات بين أدواتها.

وهكذا أدرك الناس أن الغزاة الجدد لا يختلفون عن الغزاة القدامى، وأنهم مُجَـرّد أدوات تخدم مصالح خارجية.

ومع تزايد الوعي الشعبي، يقترب اليوم الذي يستعيد فيه اليمنيون قرارهم بعيدًا عن الوصاية الأجنبية، ويعلو فيه صَوتُ الشعب الرافض للاحتلال والصراعات المصطنعة.

فعندما يجتمع اليمنيون على مشروع وطني مستقل، ستسقط كُـلّ أشكال النفوذ الخارجي، وتستعيد هذه المحافظات استقرارها بعيدًا عن أطماع التحالف.