• العنوان:
    متى يستيقظ إخوانُنا في الجنوب؟!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    هناك لحظة مخيفة يقترب منها الجنوب بخطى سريعة.. لحظة يفتح فيها الناس أعينهم فلا يجدون أمامهم إلا واقعًا صُنع خلف الكواليس على يد الدول الاستعمارية، ويُقتل فيه القرار الوطني بالتدريج، حتى لم يبقَ منه إلا رماد لا ينفع ولا يُرمم. إنها لحظة الاستيقاظ المتأخر.. لحظة الندم الذي لا يُصلح وطنًا مزقته الخونة والعملاء.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

قبضة خارجية تشتد.. وحديد يطبق على صدور الأحرار

لم يعد النفوذ الخارجي الاستعماري يتسلل همسًا، بل صار يضرب بوضوح، ويزرع أذرعه وعملاءه ومرتزِقته في قلب المؤسّسات المختلفة، وفي مقدمتها المؤسّستين العسكرية والأمنية، ويُحكم قبضته عبر أدوات محلية دربتها المخابرات الصهيونية، تعرف كيف تغلق الطريق على كُـلّ صوت حر.

المعادلة أصبحت مكشوفة: التحرّر الآن.. ومن انتظر أكثر سيدفع الثمن أضعافًا مضاعفة.

فالحرية حين تُنتزع بعد إحكام السلاسل.. تكون جحيمًا من التضحيات.

تفجير الداخل.. وتغذية نار لا تنطفئ

المشهد اليوم ليس عبثًا ولا عشوائيًّا؛ هناك من يعمل على إشعال كُـلّ شقاق بين أبناء الشمال والجنوب، على تكريس الكراهية، وإشباع النفوس بحقد لا يلد إلا الخراب.

الإعلام الممول، الخطاب المسموم، التصريحات المدفوعة.. كلها تتحَرّك لتكسير ما بقي من جسد وطني واحد.

إنها حرب نفسية مدروسة: ضرب الهُوية تفكيك الوعي تحطيم المجتمع فتح الباب للهيمنة الاستعمارية الخارجية.

خريطة تُرسم.. وأرض تُقسم.. وثروة تُنهب

ما يجري في الجنوب ومأرب ليس صدفة، بل مشروع تقسيم نفوذ واضح: موانئ، نفط، غاز..

 تتحَرّك تحت ظلال النفوذ الإماراتي عبر واجهات جنوبية تنفذ لا تخطط.

وثروات مأرب وجزء من الجنوب تُدار وفق إرادَة سعوديّة لا تخطئ هدفها.

وكلها بموجهات من قبل الدول الاستعمارية: أمريكا والكيان المحتلّ وبريطانيا.

وبين هذا وذاك، تُسحب ثروة أبناء اليمن تحت أقدامهم، ويُعاد رسم اليمن كأنه غنيمة لا وطن.

اليقظة المتأخرة.. أشبه بصيحة في صحراء

حين تأتي لحظة الحقيقة، سيجد أبناء الجنوب أن القرار سُلب منهم، والثروة خرجت من أيديهم، والجغرافيا بُعثرت، وأن كُـلّ باب أوشك على الانغلاق.

عندها لن يُسمع الصراخ.. ولن تنفع الشكوى..

لأن المستقبل سيكون قد كُتب دونهم، وبأيدٍ ليست من أرضهم.

الآن.. قبل أن تنتهي كُـلّ الفرص

من أراد حماية الجنوب والأراضي المحتلّة في اليمن من قبل دول أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا، عليه أن يدرك أن ما يجري ليس خلافًا محليًّا، بل مشروعًا أكبر بكثير.

مشروع يريد اليمن مقسّمًا، ضعيفًا، ممزقًا، تُنهب ثروته وتُصادر سيادته وكرامته وحقوقه.

والسؤال الذي يصفع اللحظة: هل يستيقظ الجنوب الآن.. أم بعد أن تصبح الأبواب مقفلة إلى الأبد؟