• العنوان:
    من غزة إلى لبنان واليمن.. عدوٌّ واحد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تتصاعد الأحداث في غزة ولبنان بشكل متسارع يرسم مشهدًا جديدًا للصراع الإقليمي، ويكشف أن المنطقة لم تعد مجموعة جبهات منفصلة، بل ساحة واحدة تتفاعل فيها التطورات من أقصى الشمال في لبنان إلى البحر الأحمر في اليمن.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد حرب محلية، بل إعادة صياغة كاملة لمعادلات النفوذ في المنطقة.

في غزة، تتواصل الكارثة الإنسانية بأبعادها الأشد قسوة: دمار واسع، بنية تحتية منهارة، وحصار يخنق الحياة.

ورغم الهدن المتكرّرة، يستمر التصعيد بوتيرة تجعل القطاع في حالة استنزاف دائم، حَيثُ تتحول الحرب إلى ورقة سياسية تشكل نقطة ارتكاز في كُـلّ تحَرّكات المنطقة.

وجنوب لبنان يعيش حالة احتقان يومي؛ خروقات مُستمرّة واشتباكات محدودة لكنها ذات دلالات كبيرة.

التوازن الهش يجعل الحدود قابلة للاشتعال في أية لحظة، بينما تتحَرّك الدبلوماسية ببطء لا يوازي سرعة التصعيد.

لبنان هنا يمثل مرآة للضغط الإقليمي: توتّر محسوب، وقرارات مرتبطة بمسار الحرب في غزة أكثر من ارتباطها بحسابات داخلية.

اليمن: الدور الأكثر تأثيرًا في معادلة الصراع

على بُعد آلاف الكيلومترات من غزة، يبرز اليمن كأحد أهم الفاعلين في المشهد الإقليمي.

فمنذ اشتداد الحرب في غزة، تحولت السواحل اليمنية إلى مساحة رديف للصراع؛ عمليات استهداف السفن، وإغلاق خطوط الملاحة، والهجمات العابرة للبحر الأحمر تمثل رسائل مباشرة تقول إن اليمن لن يبقى خارج معادلة الضغط.

أنصار الله عزّزوا حضورَهم كقوة إقليمية تملك القدرة على ترجيح كفة الصراع في أي لحظة، عبر تغيير ميزان الأمن البحري والتأثير على حركة التجارة العالمية.

وهذا الدور جعل اليمن ينتقل من ساحة حرب داخلية إلى لاعب مؤثر في معادلة الشرق الأوسط الجديدة.

تشابك الجبهات: معركة واحدة بأذرع متعددة

تشترك غزة ولبنان واليمن في خط واحد من التوتر، رغم اختلاف مواقعها وظروفها.

أي تصعيد في غزة يتردّد صداه فورًا في جنوب لبنان، وتلتقطه صنعاء عبر البحر الأحمر.

المشهد يشير إلى أن المنطقة تخوض صراعًا موحدًا بأدوات متفرقة:

غزة هي الشرارة، لبنان هو الجبهة القابلة للانفجار، واليمن هو الذراع البعيدة التي تغيّر قواعد اللعبة.

خاتمة: شرق أوسط يُعاد رسمه بالنار

المنطقة اليوم أمام منعطف تاريخي: حرب واحدة تتفرع إلى عدة ساحات، وقوى إقليمية تعيد صياغة نفوذها عبر أدوات عسكرية وسياسية واقتصادية.

غزة تدفع الثمن الأكبر، لبنان يقف في دائرة الخطر، واليمن بأدواره البحرية والعسكرية أصبح جزءًا من المشهد الاستراتيجي الأوسع.

السلام لن يتحقّق بوقف إطلاق النار فقط، بل بإعادة بناء توازن جديد يطفئ الجبهات المتشابكة، ويعيد للإنسان – في غزة ولبنان واليمن – حقه في حياة لا تبتلعها دوائر الحرب.