• العنوان:
    هكذا تفشلُ كُـلُّ حملات التشويه ضد أنصار الله وحكومة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    على مدى عشرين عامًا، تعرّض مكون أنصار الله لموجة متواصلة من الهجمات الإعلامية والسياسية، شملت التشويه ونشر الشائعات وتحريف الحقائق، ومعه - خلال السنوات العشر الأخيرة من العدوان على اليمن - تعرضت حكومة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية لنفس الحملات المكثّـفة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لم تكن هذه الحملات مُجَـرّد ردود فعل على أحداث معينة، بل كانت جُزءًا من خطة مدروسة للتأثير على الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، وإرباك كُـلّ من يحاول فهم حجم التمثيل الشعبي لحكومة صنعاء ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية.

في هذه الحرب الإعلامية، كان التعميم من أكثر الأساليب استخدامًا.

أي خطأ فردي، أية مخالفة بسيطة، يتم تصويرُها وكأنها سلوكٌ جماعي يُنسَبُ إلى مكون أنصار الله بأكمله، ومع استمرار العدوان الأخير أصبح الإعلام يربطها مباشرة بحكومة صنعاء والقوات المسلحة كلها.

لم يقتصر الإعلام المعادي على عرض الأحداث، بل حرص على توسيع دائرة الانتماء لتشويه الصورة، وبث فكرة أن كُـلّ جهة مسؤولة عن أي فعل شخصي.

وفي المقابل، عندما يتعلق الأمر بالمشاركة الشعبيّة أَو الشرعية الاجتماعية والسياسية، يتم تصوير أنصار الله وحكومة صنعاء كأقلية هامشية، لتقليل وزنهم الشعبي وخلق الانطباع بأنهم لا يمثلون سوى أنفسهم.

نفس الحادثة إذَا استُخدمت لتشويه السُّمعة تصبح دليلًا على التعميم، وَإذَا استُخدمت لتقزيم التأثير الشعبي تتحول إلى دليل على ضعف الحكومة والقوات المسلحة، وهو تناقض واضح يخدم مصالح الخصوم في صناعة سردية مضللة.

على مدار هذه السنوات، استُخدمت كُـلّ أدوات الهجوم الإعلامي: تمويل ضخم، ومكائن إعلامية محلية وإقليمية وعالمية، وانتقاء الحوادث بعناية، وتضليل الجمهور بالصور والأرقام المزيَّفة، ونشر الشائعات عبر وسائل التواصل والحسابات الوهمية.

الهدف كان دائمًا واحدًا: زعزعة الثقة الشعبيّة، وتشويه صورة مكون أنصار الله خلال العقدين الماضيين، وحكومة صنعاء والقوات المسلحة خلال السنوات العشر الأخيرة، وإرباك الرأي العام بحيث يصبح من الصعب التمييز بين الحقيقة والدعاية.

ومع ذلك، على الرغم من ضخامة الحملات والتسخير الإعلامي الهائل، فشلت هذه الحملات أمام إعلام صنعاء الذي أثبت قدرة على مواجهة التضليل وكشف أكاذيب الخصوم، وبناء سردية مضادَّة ثابتة وواقعية.

الردُّ العشوائي أَو التبريري لم يعُد كافيًا؛ فالطريقةُ الوحيدة للتعامل مع هذا الكَم من الأكاذيب هي بناء خطاب إعلامي وسياسي ثابت يكشفُ التناقضات ويبيّن النمط نفسه، بدلًا عن الانشغال بالرد على كُـلّ حادثة بمفردها.

يجب فصل الفرد عن الانتماء بوضوح، بحيث تصبح أية مخالفة أَو جريمة مسؤولية شخصية لا يُنسَب فيها الانتماء إلا بدليل قاطع.

هذه الطريقة تعكس أَيْـضًا معايير واضحة في التعامل مع المخالفات، وتمنع الخصوم من استغلال أي خطأ فردي.

وفي الوقت نفسه، يجب تقديمُ سردية واقعية عن التمثيل الشعبي، مستندة إلى الحشود والمواقف الشعبيّة والمشاركة المجتمعية، بعيدًا عن الادِّعاءات الإعلامية، وهذا يعيد الربط بين الواقع والتمثيل ويحول التضليل إلى نقطة ضعف يمكن استثمارها في كشف تناقضات الخصوم.

لقد أثبتت السنوات الأخيرة، بعد عشرين عامًا من الحملات المُستمرّة ضد مكون أنصار الله، أن التناقض في خطاب الخصوم ليس صدفة، بل أدَاة سياسية لإرباك الرأي العام.

والمواجهة الحقيقية تتطلّب كشف هذه التناقضات، وتفكيك أساليب التشويه، وبناء خطاب مضادٍّ ثابت يربط الحقائق بالواقع الشعبي.

عندها يتحول الإعلام المعادي من أدَاة إرباك إلى مادة تكشف الحقيقة، وتعزز الوعي العام، وتثبت حضور حكومة صنعاء والقوات المسلحة في الساحة السياسية والاجتماعية، رغمَ ضخامة الحملات والتمويل والآليات الإعلامية التي لم تستطع هَزَّ قدرتها على كشف الحقائق وإظهار الواقع كما هو.