• العنوان:
    حضرموت.. تفضحُ الرياض وتؤكّـد صدق صنعاء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لم يكن المشهد الأخير في حضرموت مُجَـرّد تبدُّل أمني أَو إعادة تموضع عسكري، كما حاولت الرياض تصويره عبر إعلامها.. ما حدث كان – بكل وضوح – انهيارًا للرواية السعوديّة التي رُوِّجت لسنوات، وانكشافًا للوجه الحقيقي الذي لطالما تحدثت عنه صنعاء: أن دول الجوار لم تأتِ لـ"حماية اليمن"، بل لحماية مصالحها فقط، وأن أدواتها في الداخل ليست أكثر من أوراق مؤقتة تُستخدم ثم تُرمى.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

على مدى عشر سنوات، أصرت الرياض على خطاب عنوانه "دعم الشرعية" و"الحفاظ على وَحدة اليمن" و"مواجهة النفوذ الخارجي"، لكن ما ظهر في حضرموت نسف هذه الادِّعاءات تمامًا.

ففي لحظة غير متوقعة، تخلّت السعوديّة عن مدن بكاملها، وعن منشآت خدمية، وعن قوات وعتاد، وعن مرتزِقة طالما أغدقت عليهم بالأموال، تاركةً كُـلّ شيء لمليشيات أبوظبي دون حتى إنذار مسبق أَو تفسير سياسي.

هذا التخلي الصادم كشف أن الرياض لم تكن تنظر لليمن كدولة، بل كمساحة نفوذ ومربعات مصالح قابلة للمقايضة.

أما التقدم السريع للمليشيات المسلحة التابعة للإمارات نحو مناطق كانت تحت سيطرة المرتزِقة التابعين للسعوديّة منذ العدوان؛ فأظهر أن "الشراكة" بين الطرفين من تحت الطاولة كبيرة، وأن كُـلّ دولة تسعى لترسيخ حضورها النفطي والاستراتيجي بعيدًا عن أي اعتبار يمني أَو قانوني.

المشهد الذي جرى في الوادي والصحراء والمنطقة الأولى كان أقرب إلى "تقاسم الغنائم".

منذ بداية العدوان، أكّـدت صنعاء أن ما يجري ليس تدخلًا لـ"دعم الشرعية"، بل عدوانٌ لنهب الثروات وإعادة تشكيل النفوذ الإقليمي.

كثيرون رأوا ذلك في حينه خطابًا تعبويًّا، لكن الوقائع المتتالية – وآخرها في حضرموت – جاءت لتمنح هذا الخطاب مصداقية سياسية.

فحين تتخلّى دولةٌ عن مناطقَ واسعة دون قتال وتحتفظ فقط بمربعات النفط، وحين تتبدّل الأدوات والوكلاء بسرعة مذهلة، يصبح من الواضح أن روايةَ صنعاء ليست دعاية، بل توصيفًا دقيقًا لطبيعة التدخل الخارجي.

وبهذا يتضح أن النضالَ الذي خاضته صنعاء لعقد كامل لم يكن مُجَـرّد موقف سياسي، بل كان محاولة لمنع هذا العبث الذي نراه اليوم.

ولو لم تصمد صنعاء في وجه العدوان، لكانت مشاهدُ التسليم والتسلّم هذه تمتد من حضرموت إلى كُـلّ المحافظات، ولأصبح اليمن بالكامل ساحة لتجاذبات إقليمية بلا سيادة ولا قرار.