• العنوان:
    مجاهدو رفح.. معجزة في زمن الخِذلان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    أثبتت الثلةُ المجاهدة في رفح جنوبيَّ قطاع غزة أن الموازين لا تُقاس بقوة الإمْكَانات، بل بمدى الارتباط بالله عز وجل، وأنه لا يمكن الخضوع والاستسلام مهما آلت إليه الأمور؛ لأَنَّه لا يوجد في قاموسهم الخوف من غير الله.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

عامان مَضَيَا على احتلال العدوّ الصهيوني منطقة رفح، لكن العدوّ لم يحس يومًا بالأمن في ظل ضربات هؤلاء الأبطال الذين يختبئون كالأشباح ويظهرون كالأسود، ينكِّلون بالعدوّ ببطونٍ خاوية وأقدامٍ حافية، يفترشون التراب ويأكلون الأشجار.

انقطع عنهم التواصل، لكن معية الله ورعايته لم تنقطعا عنهم، وكيف يكون ذلك وقد امتدّ حبلُهم بحبله؟

رغم الحالة التي وصلوا إليها: لا طعام، لا ماء، لا دواء، لا تواصل، لا شيء.. إلا أنهم آثروا البقاء في باطن الأرض، يتمترسون في أنفاقهم بأعداد قليلة وعتاد محدود، يواجهون عصاباتٍ صهيونية قوامها عشرات الآلاف، مدجَّجة بأحدث الأسلحة، تساندُها جميع أنواع الطائرات وتقف وراءها أعتى قوى العالم، وكأن هذه العصابات تواجه دولة متكاملة الأركان لا مجموعة صغيرة محاصَرة من أبناء الشعب الفلسطيني.

لكنها مجموعة بحجم أُمَّـة، تدافع عن حياض المسلمين وتقف بعنفوان للدفاع عن المقدسات.

ويا لعار العروبة التي ترى العدوّ يُدمّـر ويُحاصِر شعبًا عربيًّا مسلمًا لأجل رُفات عشراتٍ من قطعان الصهاينة، أن تترك هؤلاء الأبطال يواجهون مصيرهم، ويقتاتون الشجر، ويفترشون التراب، ويسكنون في باطن الأرض.

وكأنما صُمَّت آذانُ حكّام العرب وعَمِيت عيونهم، حكّام لا يُتقنون إلا إثارةَ الفتن بين أوساط المسلمين؛ ينكمشون إذَا كانت المعركةُ ضد اليهود، ويظهرون بقوّة في تأجيج الفتن الداخلية، همّهم فروجهم وعروشهم حتى وإن كان على حساب الدين.

وصدق الله القائل: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.