-
العنوان:حين حاول الداخل أن يمنح الخارج مفاتيح الوطن: قراءة في فتنة ديسمبر
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:في التاريخ لحظات لا تُقرأ كأحداث، بل كاختبارات وعي، وفتنة ديسمبر كانت من هذا النوع؛ لم تكن مُجَـرّد انفجار صراع، بل محاولة كاملة لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، عبر بوابة الخيانة المقنّعة بالسياسة، والمغامرة المغلّفة بخطاب "الإنقاذ".. في تلك اللحظة، تقدَّم الماضي بثقله المعطوب محاولًا الانقضاض على حاضرٍ يتشكَّل خارج معادلاته القديمة؛ فكانت النتيجة سقوط القناع، لا سقوط الوطن.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
لم تندلع فتنةُ ديسمبر بدافع خلافٍ في الرؤى أَو اختلاف في إدارة الشأن العام، بل وُلدت من رحم عقلٍ سياسيٍّ اعتاد النجاة بالفوضى، والبقاء على أنقاض الآخرين.
عقلٍ لم يهضمْ فكرة أن البلاد
تغيَّرت، وأن موازين القوة لم تعد تُدار بالهاتف الأحمر ولا بالوساطات الخارجية.
وحين عجز عن التكيُّف، اختار أن يحرقَ
المركب بمن عليه، ظنًّا أن النارَ يمكنُ أن تُعيدَ إليه ما سلبه الزمن.
خطورتُها الاستراتيجية لم تكن في عددِ الرصاصات التي أطلقت، بل في اتّجاهها.
للمرة الأولى، حاول مشروعٌ داخلي أن
يفتحَ ثغرة متعمَّدة في الجبهة الوطنية خلال ذروة المواجهة مع العدوّ الخارجي، في
سلوكٍ لا يمكن وصفُه بالخطأ أَو سوء التقدير، بل بالانقلاب الكامل على معنى الوطن.
هُنا تحديدًا، تحوَّلت الفتنةُ إلى سلاحٍ
أخطرَ من الطائرات؛ لأَنَّها استهدفت الروحَ المشتركة، لا المواقع العسكرية فقط.
أما سياسيًّا، فقد كانت ديسمبر لحظةَ
تعرية كبرى.
سقطت الأساطير التي صُنعت عن
"الزعيم الذي يلعب على رؤوس الثعابين"، وانهار خِطابُ الحكمة الذي طالما
استُخدم ستارًا للمناورة.
تبيَّن أن التحالفاتِ لم تكن وطنية، وأن
لُغةَ السلام لم تكن سوى جسرٍ للعودة إلى حضن الوصاية.
لقد كُتبت نهايةُ مشروعٍ سياسيٍّ
كامل في أَيَّـام قليلة؛ لأَنَّه بُني على شخص لا على فكرة، وعلى مصلحة لا على
مبدأ.
ومع ذلك، فَــإنَّ عظمة تلك اللحظة
لم تكن في انكشاف الخيانة فقط، بل في فشلها.
فالوطن، الذي كاد أن يُستدرَجَ إلى هاوية
الاقتتال، أثبت أن ذاكرتَه أقوى من فِتَنٍ مستوردة، وأن شعبَه -رغم الجراح- يميِّز
بين السياسة كاختلاف، والسياسة كخنجر.
سقطت الفتنة؛ لأَنَّ المجتمع لم يعد
هَشًّا كما أرادوا؛ ولأن الوعي، حين يبلغ حدَّه الأدنى، يُفشِلُ أخطرَ المؤامرات.
فتنةُ ديسمبر لم تُهزَمْ بالسلاح وحدَه،
بل بهزيمة الفكرة التي قامت عليها: فكرة أن الخارجَ يمكنُ أن يمنحَ شرعية، وأن
الدمَ الداخلي يمكن أن يكون ثمنًا مقبولًا للعودة إلى الحكم.
هُزمت؛ لأَنَّ الوطنَ، في تلك اللحظة،
اختار أن يدفعَ ثمن المواجهة لا ثمن الانهيار، وأن يتحمَّل قسوة الصراع الخارجي
بدلًا عن عار الاحترابِ الداخلي.
ستبقى ديسمبر جرحًا، نعم، لكنها
أَيْـضًا شهادة.
شهادة على أن أخطَرَ أعداء الأوطان
ليسوا مَن يعادونها علنًا، بل مَن يعرفون تضاريسَها جيِّدًا ويقرّرون بيعَها.
وشهادة على أن الشعوب، حين تنجو من
الفتنة، لا تعود كما كانت؛ تخرج أكثر وعيًا، أقلَّ سذاجة، وأشد رفضًا لأي مشروع
يُعاد تغليفه باسم الخلاص وهو في حقيقته طريق للهاوية.
هكذا تُكتب النهاية الحقيقية لفتنة
ديسمبر: لم تنتصر، لكنها كشفت الجميع.
والوطن، الذي نجا منها، صار يعرف جيِّدًا
أن المعركة القادمة لن تكون على الأرض وحدَها، بل على الوعي..
ومَن يخسَرْ الوعيَ، يخسَرْ كُـلَّ شيء.
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و سوريا و لبنان | مع عصري فياض و فارس احمد و العميد عمر معربوني و د. طارق عبود 22-06-1447هـ 12-12-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في فلسطين و سوريا | مع أركان بدر و د.عماد أبو الحسن و خليل نصرالله و د. أوس نزار و د.سعد نمر 21-06-1447هـ 11-12-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في فلسطين و سوريا | مع د. وليد محمد علي و د. عبدالملك عيسى و د. علي بيضون 21-06-1447هـ 11-12-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة | مع د. نزار نزال و د. وليد محمد علي و إيهاب شوقي 18-06-1447هـ 08-12-2025م