• العنوان:
    الأوضاع القائمة.. والحرب الناعمة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    أيهما أنفع للعدو حين يريد احتلال بلدٍ ما؟ هل ترسانته العسكرية وجيوشه النظامية؟ أم عوامل الهدم الداخلي التي تفتت المجتمع وتفكك بنيته؟ التاريخ يجيبنا: الحرب الناعمة، بوسائلها المتعددة، هي الأُسلُـوب الأكثر فتكًا والأقل كلفة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فهي لا تترك آثار الدمار الظاهري، لكنها تخترق العقول والقلوب، وتهدم القيم والمبادئ من الداخل.

في عصرنا الحالي، حَيثُ سهّلت التكنولوجيا ووسائل التواصل انتشار الأفكار بسرعة هائلة، أصبحت الحرب الناعمة أدَاة رئيسية في يد الأعداء.

فهم لا يشنون حربًا بالدبابات والصواريخ فحسب، بل يشنون حربًا بالفساد والرذيلة، وبثّ الشك في الثوابت، وتشويه الهُـوية الإسلامية الأصيلة.

وهذا ما يحاول تحالف الشر الثلاثي (أمريكا وبريطانيا وكَيان الاحتلال الصهيوني المجرم) تنفيذه في اليمن منذ سنوات.

لقد حذّر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاباته المتكرّرة من خطر هذه الحرب، ودعا إلى نشر الوعي والتمسك بالهُـوية الإيمانية.

والعدوّ، بعد فشله الذريع في الحسم العسكري رغم كُـلّ إمْكَانياته، لجأ إلى هذا الأُسلُـوب الخبيث؛ ظنًّا منه أنه سيجد ثغرة لينفذ منها إلى قلوب اليمنيين وعقولهم.

لكن اليمن، يمن الإيمان والحكمة، لم يكن سهلًا.

لقد فشلت كُـلّ مخطّطات الحرب الناعمة كما فشلت من قبل الحرب الصلبة.

فالشعب اليمني الذي صمد أمام القصف والحصار عشر سنوات، هو نفسه الذي يحصن نفسه اليوم بسلاح الوعي والإيمان.

قرآن يتلى، وصلاة تقام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وقائد حكيم، وجيش صامد، وإعلام صادق، وشباب واعٍ ينشر الحق ويواجه الزيف.

لقد أيقن العدوّ أن صنعاء بعيدة والرياض أقرب، لكن هذا اليقين جاء متأخرًا.

فمن كان يحلم باحتلال اليمن خلال أسابيع، وجد نفسه أمام شعب لا يعرف الهزيمة.

لقد قلبت عمليات الردع اليمنية ودعم غزة كُـلّ المعادلات العسكرية والسياسية، وتحول حلم العدوان إلى سراب.

واليوم، يعلن قادة الجيش اليمني في برقياتهم أن "اللحظة الحاسمة قد دنت"، وأن حساب قوى الشر والاستكبار ممثلة بأمريكا وبريطانيا وكيانهما الصهيوني المجرم سيكون عسيرًا.

فاليمن، بقوة إيمانه وإرادَة أبنائه، قادر على مواجهة كُـلّ التحديات، صُلبًا كالجبال، ثابتًا كالعهد.

فليعلم الأعداء أن بضاعتهم رُدت إليهم، وكيدَهم في تضليل، وحِلفَهم إلى بوار.

واليمن سيبقى بفضل الله مقبرة الغزاة، وسيخرج منها الجميع كما خرج من سبقهم.. خائبين.