وفي حديثه لقناة المسيرة، أوضح الجعدبي أن صافي دخل الشركة في الربع الثالث من عام 2025 تراجع بنسبة 89% ليصل إلى 223.4 مليون دولار فقط، وهو ما انعكس مباشرة على أرباح المساهمين التي هبطت إلى 1.02 دولار للسهم مقابل 9.34 دولار في الفترة نفسها من العام السابق، في مؤشر على انهيار تاريخي لمركز الشركة المالي.

وأوضح أن رأس مال "زيم"، الذي كان يتجاوز 10 مليارات دولار قبل معركة "طوفان الأقصى" والحصار اليمني، انخفض اليوم إلى نحو ملياري دولار فقط، مضيفاً: "هذا الانخفاض الحاد يؤكد أن الحصار اليمني على ميناء إيلات والموانئ الإسرائيلية قطع شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني".

وأشار الجعدبي إلى أن الربع الثالث من 2025 شهد ذروة العمليات اليمنية، التي أعلنت خلالها القوات المسلحة المرحلة الرابعة، وما رافقها من حظر شامل للسفن الإسرائيلية واستهداف لميناءَي حيفا وعسقلان، وصولاً إلى ضرب مرافق حيوية في الخضيرة، لافتاً إلى أن كل سفينة تحمل العلم العبري أو ترتبط بموانئ العدو الصهيونية أصبحت ضمن دائرة الحظر، وهو ما أكدته نتائج "زيم" نفسها، وما شهدناه من توقف خطوطها البحرية وتفكك شبكات التوريد.

ولفت إلى أن الشركة اضطرت رغم الخسائر إلى خفض أجور الشحن والتأمين للاحتفاظ بعملائها، بينما ارتفعت هذه التكاليف لدى بقية الشركات العالمية، ما يظهر حجم العزلة التي تواجهها "زيم"، مؤكداً أن الشركات العالمية المنافسة حققت أرباحاً ضخمة خلال الفترة نفسها، إذ سجلت شركات مثل MSC وCMA CGM وMærsk وCOSCO ارتفاعات وصلت إلى 164% في الأرباح، بينما غرقت "زيم" في الخسائر.

وقال: "هذا يؤكد بالأرقام أن عمليات القوات المسلحة اليمنية استهدفت فقط السفن والكيانات الإسرائيلية دون تأثير جوهري على حركة الشحن العالمية"، مضيفاً: "انهيار 'زيم' انعكس على مجمل اقتصاد الكيان الإسرائيلي، حيث تراجعت الواردات من 107 مليارات دولار إلى نحو 90 مليار دولار، ما يؤكد – بحسب قوله – أن 'الناقل البحري الوطني للكيان لم يعد قادراً على تأمين احتياجات إسرائيل الحيوية'".

وأشار إلى أن العدو لجأ إلى "الصهاينة العرب" لفتح خطوط بديلة، حيث تم استخدام الجسر البري الإماراتي–السعودي لنقل بضائع تحمل شعار "زيم"، إضافة إلى تحركات إسرائيلية لفتح ممرات جديدة عبر الهند والصين ودول أخرى.

وشدد على أن اضطرار "زيم" للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح أفقدها ميزتها التنافسية في التجارة، في حين استفادت الشركات العالمية والموانئ الخليجية التي تحولت إلى مراكز "ترانزيت" لتزويد الكيان بالبضائع، مبيناً أن تقارير دولية بينها تقارير البنك الدولي أكدت ارتفاع حركة المناولة في موانئ مثل الدمام بنسبة 15%، نتيجة استخدامها لإعادة تصدير البضائع إلى الكيان الصهيوني.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن ما يحدث لشركة "زيم" هو نموذج مصغر للانهيار الاقتصادي الذي يعيشه الكيان، مؤكداً أن الحصار اليمني قطع أهم شريان بحري يعتمد عليه العدو، وأن استمرار العمليات سيقود بحسب تعبيره إلى تراجع بنيوي طويل الأمد في الاقتصاد الصهيوني.