• العنوان:
    خبير تقني : ما يجري في غزة نموذج مرعب لحروب المستقبل
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: أكد خبير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس شهاب شرف الدين، أن ما كشفته التقارير الدولية حول استخدام العدوّ الصهيوني لمنظومات الذكاء الاصطناعي في استهداف المدنيين في غزة، يمثل تحولًا خطيرًا في طبيعة الحروب الحديثة، وانتقالًا من التطور التقني الطبيعي إلى مرحلة "العقل القتالي" الذي يتخذ القرار دون رقابة بشرية حقيقية.
  • كلمات مفتاحية:
    الذكاء الاصطناعي

وقال: إن المنظومات التي استخدمها العدو مثل Lavender و"إن بي"، قامت خلال العدوان بإنتاج قوائم واسعة للاستهداف، وأسهمت في قتل آلاف الأبرياء، مؤكدًا أن ما جرى يكشف "انعدام أي قيمة أخلاقية لدى كيان معادٍ يتعامل مع أرواح البشر كبيانات رقمية".

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يعاني من عدم الاستقرار والهلوسة والأخطاء التحليلية، ما يجعل اعتماده في قرار القتل "خطرًا يهدد المدنيين قبل أي طرف آخر"، لافتًا إلى أن هذه الأنظمة قد تفسّر أي تحرك مدني أو موقع سكني على أنه هدف عسكري، وهو ما حدث بالفعل في غزة بحسب شهادات وتقارير دولية.

وأضاف الخبير التقني أن العالم يشهد انتقالًا واضحًا نحو عسكرة الذكاء الاصطناعي، حيث بات جزءًا من منظومات قتالية تشمل الطائرات المسيّرة وروبوتات الاقتحام والاغتيال، والتي تعمل أحيانًا وفق أوامر صوتية أو بصمة الوجه والعين، فيما يجري العمل على جعلها أكثر استقلالية في اتخاذ القرار.

وأوضح شرف الدين أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الدفع بهذا الاتجاه، مؤكدًا أن شركات كبرى مثل "غوغل" و"أوبن آي آي" و "أنتروبيك" تنخرط بقوة في المشاريع العسكرية الأمريكية تحت غطاء "التطوير التقني"، مدفوعة بالأرباح الضخمة والدعم الحكومي، ضمن استراتيجية تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا من القوة العسكرية الأمريكية.

وشدّد على أن تجربة غزة تُعد إنذارًا مبكرًا لما قد تفعله الأسلحة المستقلة إذا تُركت دون ضوابط، خصوصًا مع غياب أي قوانين دولية قادرة على محاسبة الجهة المتحكمة أو التقنية نفسها عند وقوع الجرائم، مضيفًا: "عندما يقتل الذكاء الاصطناعي، من يُحاسب؟".

وطالب الشعوب والأمّة بتطوير قدراتها في هذا المجال، كما كان يؤكد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، قبل عقدين، محذرًا من ترك "الأعداء" يحتكرون التكنولوجيا ويحولونها إلى أدوات قتل وتدمير تموَّل بأموال الأمّة نفسها.