• العنوان:
    المفكر الجزائري الطالبي يُشيد بكلمة السيد القائد والموقف اليمني ويدعو للتعاون القومي الإسلامي لمواجهة أعداء الأمة ووحدتها
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: أشاد عضو المؤتمر القومي العربي المفكر الجزائري والأستاذ الجامعي الدكتور عمار طالبي، مدير جامعة الأمير عبد القادر الجزائرية سابقًا، ورئيس شرفي لجمعية علماء المسلمين الجزائريين بكلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي - يحفظه الله - في المؤتمر، مؤكدًا أن "اليمن هو المساند الأساسي والوحيد للأمة، ومن أسند غزة بقوة الموقف العملي الرادع والصواريخ والمسيرات والحصار للكيان الصهيوني."
  • كلمات مفتاحية:

وفي لقائه الخاص مع قناة "المسيرة" على هامش المؤتمر القومي العربي في دورته الرابعة والثلاثين، تناول الدكتور والفيلسوف الطالبي قضايا الأمة العربية والإسلامية ومحطات التحول التي مرت بها وواقعها الحالي في ظل الأحداث الجارية، خاصة "طوفان الأقصى".

ولخص مقومات الأمة القوية التي دعا إليها القرآن في ثلاثة مبادئ أساسية: "التوحيد، أي توحيد الألوهية، وتوحيد الأمة، استنادًا إلى الآية: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون"، وضرورة الدفاع عن التوحيد ووحدة الأمة بإحياء قيم ومفاهيم الجهاد واستشعار مهمته وخطورة عدم القيام به على الأمة ودينها وهويتها، واستقلال شعوبها وحريتها.


وشدد على ضرورة الرجوع إلى مفهوم الأمة الذي يشمل كل العناصر الإسلامية باختلاف أجناسها وثقافاتها وعاداتها، مؤكدًا أن هذا المفهوم مغروس في قلوب الناس حتى العامة.

وحذر من المخطط الصهيوني المسمى بـ "إسرائيل الكبرى" الذي يهدد الجزيرة العربية، مؤكدًا أن السعوديين، للأسف، لا يحسون بشيء، ويعتقدون أن أمريكا ستحميهم، وهذا مستحيل. وذكر أن أمريكا ستؤيد الكيان الصهيوني إن احتلت المدينة المنورة، لا قدر الله.

وأشار الدكتور طالبي إلى أن القوميين وصلوا إلى الحكم ولكنهم فشلوا، سواء في سوريا أو العراق، كما ظهرت صراعات القوميات الأخرى كالأكراد والأمازيغ، مما أدى إلى انقسام واستبداد، مؤكدًا فشل النماذج التي اتخذت الاشتراكية وفرضتها على الشعوب.

ودعا إلى مرحلة جديدة لا بد فيها من التعاون بين الاتجاهات القومية والإسلامية، لأن الجميع ينتمي إلى أمة واحدة، مستشهدًا بالشيخ عبد الحميد بن باديس في نشيده: "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب، من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب".

وعن الاستهداف الشامل للأمة والمخطط الصهيوني، أكد أن ما يحدث هو استهداف للأمة كلها، وليس لطرف دون آخر، وأن الهجمة الأمريكية الغربية الصهيونية تستهدف كل الأمة، مستعرضًا أمثلة من الواقع، كالسودان، باعتبار أن مؤامرات صهيونية ومشاركة بعض الشياطين الخونة العرب كالإمارات أدت إلى تدمير الدولة وتحولها إلى مليشيات وصراعات طائفية، لافتًا إلى أن العراق لم تكن طائفية ومقسمة بل أشعلها الأمريكان وشجعوها، كما هو الحال في غزة التي كان الغرب كله في المهمة السياسية الغربية ضدها بالتأييد السياسي، والأسلحة، والمخابرات، وكل المؤامرات.

خطر التبعية الفكرية والاقتصادية

وتساءل الدكتور طالبي عن وضع الأمة الإسلامية التي تتجاوز الملياري نسمة، مقارنةً بوزنها العالمي: "أين هذه القوة؟" أين هو الوزن العالمي؟ لا يُسمح لهم بكلمة في المجتمع الدولي، كما هو الحال في الإنتاج، الأمة لا تنتج بل تعتمد على الغربيين وعلى أسلحتهم وعلى شروطهم، فأصبحنا تبعًا لهم، نستهلك أشياءهم، حيث إن الحضارة هي الإنتاج وليس الاستهلاك.

وأوضح أن الأمة تعيش مرحلة "الطفولة"، تهتم بالأشياء وتستهلكها (كالسيارة والتلفزيون) دون الاهتمام بالأفكار التي صنعت هذه الأشياء، مؤكدًا أن "قاطرة التقدم في العالم الإسلامي هي البحث العلمي"، استنادًا إلى دعوة القرآن إلى التفكّر والتأمل.

ورأى أن "طوفان الأقصى" يرمز إلى المقدسات الإسلامية كلها، والقدس هي القبلة الأولى وأحد المساجد التي تُشد إليها الرحال.

ونوه إلى أن الغرب فقد الناحية الأخلاقية والعقول بسكوته عن قتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، متوقعًا أن "الحضارة الغربية والإمبراطورية الأمريكية ستنهار"، والسبب هم الصهاينة.

ودعا إلى ضرورة القيام بـ "مقاومة قانونية" عبر المحامين والحقوقيين لتقديم القضايا الإجرامية إلى محكمة الجنايات الدولية والعدالة، ونوّه بنجاح جنوب أفريقيا في هذا المجال.

نموذج الجزائر في التحرر والاستقلال

واستعرض الدكتور الطلبي نموذج الجزائر كمرحلة مهمة من مراحل الحرية والاستقلال، مشيراً إلى أن الجزائر "أصيبت بأكثر ما يصاب به الآن الإخوة في غزة" من إحراق القبائل والمدنيين، واستخدام الأنفاق تحت الأرض.

وأكد أن الجزائر دامت ثورتها سبع سنوات واضطرّت فرنسا للاعتراف، وأن الشعب الجزائري الذي "عاش الثورة ويعرف قيمة الجهاد" "لا يقبل أبداً أن يخضع لأي تطبيع ولا لأي تبعية"، مشيراً إلى أن تسمية وزارة الجهاد والمجاهدين هي من بين العناوين المناسبة التي بقيت ثابتة في الشعب الجزائري الحر، وتهتم بالمجاهدين ورعايتهم.

وأشار إلى أن الغرب يحارب الجمهورية الإسلامية الإيرانية محاربة شديدة لأنها "تعتز بنفسها ولا تخضع ولا تركع وتنتج" السلاح ولديها أبحاثها العلمية، بينما يعتمد العرب على "العقول الأمريكية"، معتبراً أن محاولات تقديم إيران كـ "عدو للأمة" هي لتشويه طبيعة الصراع، لأن كيان العدو الصهيوني مهمته أن يجعلنا في حالة من الانقسام.

الفكر والبحث العلمي هما الطريق إلى التغيير.

وشدد الطالبي على أن التغيير لا بد أن يكون في المناهج التربوية، وتكوين العقول، والبحث العلمي المستقل، وأن سر التقدم وأساسه هو "العلم والبحث العلمي المستقل".

ودعا إلى الخروج من التبعية: بالاستقلال الفكري والثقافي، لأن "الصراع اليوم بين الثقافات" وضرورة تنشئة الشباب بحيث لا يبقى يستهلك الصور والأفكار، بل "نخلق ونصدر نحن الصور والأشكال والشخصيات" ليتم تنشئتهم "تنشئة ثقافية أصيلة"، ودراسة الأحوال، قائلاً: "لا بد أن ندرس أحوالنا ونصحح شؤوننا المعوجة"، فـ "فشلنا في التربية لحد الآن" وفي التنمية.

وزاد: "يجب العودة إلى التفكر، والاهتمام بعلم الفضاء والفلك، لأن القرآن يدعو إلى مظاهر الكون المختلفة، و"نحن الآن تركنا التأمل والبحث وأخذنا في الاستهلاك ما عند الآخرين".

تغطيات