• العنوان:
    أسبوع الفضيحة.. حين تُترك سوريا ملعبًا مكشوفًا
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في بلدٍ كانت تُقدَّم فيه السيادةُ كخطٍّ أحمر، يكفي أسبوع واحد لكشف حجم الانهيار.. لقطةٌ لأحمد الشرع وهو يتنقّل بين ملاعب واشنطن، تليها لقطةٌ لنتنياهو وهو يسجّل نقاطه فوق الأرض السورية كما يشاء، بلا اعتراض، بلا ردع، ولا حتى محاولةٍ لاعتراض رمزي.. المشهدان ليسا مُجَـرّد صدفة؛ بل هما خلاصة مسارٍ طويل من التفكك، تُختصر اليوم في صورةٍ واضحة:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

سوريا تُدار من الخارج، وتُستباح من الجميع، بينما أهلها يُتركون خارج الحسابات.

الضربات الإسرائيلية لم تعد “رسائل”، كما كان يُقال دائمًا.

ما يجري اليوم هو إعلان سيطرة ميدانية مقنّعة، تُنفَّذ بانتظام، وبتوقيتاتٍ دقيقة، وبثقة طرفٍ يعرف أن الطرف المقابل غير قادر على وقف شيء.

كَيان الاحتلال تتحَرّك فوق أرضٍ يُفترَضُ أنها ذاتُ سيادة، بينما الواقع يعلنُ العكسَ تمامًا: لا سيادة، ولا قواعد اشتباك، ولا من يضع حدودًا لهذا التمدّد.

في المقابل، يظهر الصمت الرسمي كأنه اعتراف كاملٌ بالعجز.

لم يعد الأمر سياسةً محسوبة، بل إعلانًا غير معلن بأن قدرة الدولة على حماية أرضها تآكلت إلى الحدّ الذي يصبح فيه حتى التعليق عبئًا جديدًا.

أما الحديث المكرّر عن “الظروف” و“الحسابات”، فقد لم يعد يقنع أحدًا؛ فالدولة التي لا تمنع ضربةً أسبوعية، ولا تقدّم تفسيرًا لها، فهي تعترف ضمنيًّا بالفراغ الذي يسكن مركزها.

وفي الجهة الأُخرى من المشهد، تأتي صورةُ الشرع في واشنطن كأنها تنتمي إلى سياقٍ آخر.

هذه الرمزية الناعمة للمعارضة لا تغيّر شيئًا من واقع أن الطرفين - سلطةً ومعارَضةً - باتا خارج معركة السيادة نفسها.

السلطة تتمسك بمقعدها، والمعارضة تتنقّل بين العواصم، وفي الحالتين: تُترك الأرض مفتوحةً لغير السوريين.

الذين يردّدون “ارفع راسك” يتجاهلون أن المشكلة لم تعد في الرأس، بل في الأرض.

الرأس يمكن رفعه في الصورة، أما الأرض؛ فإذا سُلبت، سقط كُـلّ شيء معها.

الفضيحة الحقيقية ليست في اللقطات المتداولة، بل في سؤال السيادة ذاته:

ماذا بقي من الدولة حين يستطيع أي طرفٍ خارجيٍّ التحَرّك فوقها كأنها صفحة بيضاء؟

وماذا بقي للسوريين حين تتحوّل بلادهم إلى مساحةٍ لتصفية الحسابات بين الآخرين؟

الأسبوع الأخير لم يصنع فضيحة، بل كشف ما كان مطمورًا تحت طبقاتٍ من الخطاب.

سوريا تُدار بقراراتٍ تُتخذ خارجها، والاحتلال يتحَرّك كما لو أنه فوق منطقة تدريب مفتوحة، بينما الداخل السوري بلا قدرة ردّ، وبلا قدرة قرار.

إنها أزمة سيادة مكتملة، لا يغيّر فيها لاعبٌ يمارس رياضة في واشنطن، ولا تصريحٌ غاضبٌ في دمشق.

ما لم تُستعاد الأرض بوصفها جوهر الدولة، سيبقى الجميع يرفعون رؤوسهم..

بينما تُسحب الأرض من تحت أقدامهم.

تغطيات