• العنوان:
    ندى طفلة غزة.. غار نصف وجهها وبقي نصفه يتشبث بالحياة وتحتاج للعلاج في الخارج
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: في "جريمة القرن" في قطاع غزة، يعيش الأطفال واقعًا مأساويًا وقاسياً، منهم الطفلة الجريحة ندى هي شاهد حي على هذا الواقع المروع، في ظل معاناة متواصلة بفعل الحصار الصهيوني الخانق ومحدودية الإمكانات الطبية شبه المعدومة.
  • كلمات مفتاحية:

في قلب المأساة الإنسانية المتصاعدة والمستمرة في قطاع غزة، تتوالى قصص الألم التي لا تتوقف، والتي تكشف يومًا بعد يوم حجم الكارثة الحقيقية التي يعيشها المدنيون تحت وطأة الحصار المستمر، وبين البيوت المدمرة والخيام الهشة.

 ندى، التي أصابتها شظية من قصف العدو في سبتمبر الماضي، هي نموذج حي للألم الذي يسكن أجساد مئة وسبعين ألف جريح يحتاجون علاجًا غير متوفر في القطاع المحاصر.

ندى… طفلة تشبه حبات الندى رقةً ونقاءً، قبل أن تطالها شظية غادرة اخترقت وجهها في سبتمبر الماضي، بعد قصف العدو الصهيوني منزلاً بجانب خيمتها غرب مدينة غزة.

 الشظية مزّقت وجهها، وأفقدتها عينها، وكسرت الجيوب الأنفية والفكّين، حتى ظنّ الأطباء في اللحظة الأولى أنها شهيدة.

عند إصابتها، ظن الجميع أنها "شهيدة" وتم نقلها للمستشفى على هذا الأساس، تروي شقيقتها بحرقة تفاصيل اللحظة، وتستحضر حياة بسيطة كانت تملأها الضحكات، بينما "اليوم ندى لا تتحرك ولا تحكي"، تحكي عن لحظة القصف المفاجئ وهي تلعب مع أختها حلا، ليجدوها بوجه مضرج بدم وممزق بالجراح، ويصرخان بينما الحياة تتبدل إلى صمت وألم.

تقول شقيقتها بصوت يختنق بالوجع: «قالوا لنا إنها شهيدة… لما وصلنا المستشفى كانت غرقانة دم، شلّيت وجهها لقيته نصه مجروح … عدّلناها، عدّلت راسها طلعت النفس، سبحان الله رجعت فيها الروح».

تسترجع شقيقتها تفاصيل لحظة سقوط القذيفة التي غيّرت حياتهم، بقولها : "كنا نلعب أنا وندى وحلا في الخيمة… صارت ضربة قريبة… قمنا ننادي: يا ندى قومي… يا ندى قومي… ما كانت تتحرك، قلبنا عليها لقينا وجهها مليء بالدم … صرخنا، وإحنا مصدومين… كانت حياتنا معاها حلوة، نضحك ونطلع سوا… اليوم لا بتتحرك ولا بتتكلم ولا أي حاجة".

 بصوت يملؤه الرجاء، وفي خيمةٍ تزداد برداً ووجعاً، تناشد العائلة "كل أصحاب الضمائر الحية للتدخل العاجل لإنقاذ الطفلة ومنحها فرصة للعودة إلى حياتها الطبيعية"، قائلةً "نحن نناشد كل العالم، ونناشد وزارة الصحة الفلسطينية، والصحة العالمية، وكل واحد عنده ضمير حي"، مطالبة بحقها في العلاج التعليم ، والحياة".

بدورة مستشفى ناصر قال: ما إلها علاج في غزة، مشيراً إلى ضرورة سفرها للعلاج في الخارج، مثل بقية أطفال العالم".

من داخل المستشفيات، يروي المرضى والجرحى الصورة ذاتها: نقصٌ قاسٍ في العلاج، أدويةٌ شبه معدومة، وأجهزةٌ متوقفة، فيما يؤكد الكادر الطبي أن حالات كثيرة باتت تفقد فرصتها في الحياة لأن القطاع الصحي محاصر حتى العظم.

مراسل المسيرة في غزة يؤكد أن قصة ندى ليست حالة استثنائية، بل واحدة من مأساة واسعة، إذ تشير التقارير الرسمية الصادرة من قطاع غزة إلى وجود قرابة 170 ألف جريح يحتاج الآلاف منهم للانتقال العاجل إلى خارج القطاع لتلقي العلاج غير المتوفر في غزة، لا للحالات الصعبة فحسب، بل حتى للحالات العادية.

وتبقى ندى – بوجهٍ غار نصفه وبقي نصفه الآخر يتشبّث بالحياة – شاهدةً حيّة على جرح غزة المفتوح، وعلى حجم الألم الذي يعيشه أطفال القطاع تحت القصف والحصار. مأساة طفلةٍ لم تنل من الحرب سوى الخوف والجراح، فيما يعجز النظام الصحي المحاصر عن إنقاذ حياتها وحياة آلاف مثلها. جراحٌ صغيرة في أجساد صغيرة، لكنها تختزن حكاية شعب ما زالت الحرب تسرق من أطفاله حقّهم في الحياة… حتى هذه اللحظة.


تغطيات