وأوضح الشيخ في حديثه لقناة المسيرة، صباح اليوم الأربعاء، أن الاستقبال الأمريكي يعد رسالة سياسية محسوبة توجّهها واشنطن للمنطقة، مفادها أن معيار العلاقة مع الإدارة الأمريكية بات مرتبطاً بمدى تقديم الدول لخدمات اقتصادية واستراتيجية للولايات المتحدة، في سياق سباق النفوذ الإقليمي.

وأشار إلى أن الصفقة المطروحة بين الجانبين تتضمن حزمة امتيازات ضخمة تقدمها واشنطن للرياض، تشمل برنامجاً للطاقة النووية السلمية، ومقاتلات إف-35 المتطورة، وتصنيف المملكة كـ"حليف رسمي من خارج الناتو"، إضافة إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمنظومات الدفاعية المتقدمة.

وقال مدير مركز شمس للدراسات، إنه في المقابل، تلتزم السعودية بضخ استثمارات هائلة تتجاوز 600 مليار دولار قابلة للارتفاع إلى تريليون دولار، إلى جانب إبداء موقف إيجابي تجاه اتفاقات إبراهام التي تسعى واشنطن لتوسيعها بما يخدم مشاريعها في المنطقة.

وأفاد أن هذه الزيارة وما رافقها تعطي انطباعاً بأن محمد بن سلمان ذهب إلى واشنطن لاستلام المهام الموكلة إليه في المنطقة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على إنشاء محور تقوده السعودية لمواجهة إيران وأنصار الله وحزب الله وكل القوى المناهضة للعدو الصهيوني.

ولفت الشيخ إلى أن المقاربة الأمريكية في المنطقة تقوم على إعادة تشكيل التحالفات وفق اعتبارات طائفية وسياسية صريحة، مشيراً إلى أن ما يسمى “الديانة الإبراهيمية” ليست مشروعاً دينياً بقدر ما هي مشروع سياسي لدمج دول المنطقة في منظومة تطبيع شاملة تلغي الخصوصيات الدينية وتخدم مصالح واشنطن والعدو الصهيوني، مضيفاً أن السعودية رغم حصولها على منظومات دفاعية متطورة، مثل "إس-400"، إلا أنها لم تحصل على صلاحيات استخدام الكثير من تلك الأنظمة ضد العدو الصهيوني، مؤكداً أن واشنطن تضع قيوداً تقنية صارمة تمنع استخدام السلاح الأمريكي في أي مواجهة غير مرغوبة أمريكياً.

وكشف أن الطائرات الأمريكية التي تسمح واشنطن للسعودية بشرائها تحتوي على شفرة تحكم تمكن الولايات المتحدة من تعطيلها أو التحكم بها عن بُعد إذا ما استخدمت بشكل يتعارض مع مصالحها، مؤكداً أن هذا الأمر يجعل من القدرات الجوية السعودية قدرات محدودة ومكبّلة، مقارنةً بالقدرات التي تمنحها واشنطن للعدو الصهيوني الذي يحصل على كافة شفرات التشغيل دون استثناء.

وبين مدير مركز شمس للدراسات أن الصفقة رغم ضخامتها، لا تمنح السعودية تفوقاً استراتيجياً حقيقياً، بل تُبقيها ضمن دائرة الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، بينما تمنح واشنطن والعدو الصهيوني القدرة الكاملة على ضبط أي تغيير في موازين القوى الجوية في المنطقة، محذراً من أن الصفقة قد تعمّق حالة الاستقطاب الإقليمي وتزيد من هشاشة الأمن في المنطقة، مؤكداً أن السعودية تُدفَع نحو دور وظيفي مرسوم يخدم الاستراتيجية الأمريكية ويستهدف قوى المقاومة المناهضة للعدو الصهيوني.