• العنوان:
    مواقع التواصل الاجتماعي: خطر صامت يعيد تشكيل الوعي.. كيف نواجهه؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى أضحت تؤثّر على الناس أكثر من بعض المجالس والمقايل.. كثير من الناس اليوم، حتى أثناء مجالسهم، يركزون على هواتفهم ويتابعون المنصات المختلفة، في مشهد يعكس التحولات الفكرية والاجتماعية التي فرضتها هذه الوسائل.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

في هذا الإطار، أكّـد السيد القائد -حفظه الله- في أكثر من محاضرة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت "أكبر بؤر الشائعات والدعايات والكذب والبهتان".

وشدّد على خطورة التعامل السطحي والسريع مع المحتوى المنشور، معتبرًا أنه من أخطر مظاهر العصر؛ لما له من تأثير مضلّل على الفرد والمجتمع.

التأثر السريع بداية الانزلاق للخطر

نبّه السيد القائد -حفظه الله- إلى أن الإنسان قد يجد نفسه دون قصد مشاركًا في تأييد الباطل أَو نشر الظلم، فقط؛ بسَببِ تفاعله مع منشور مثير أَو محتوى ساخر مصمم لاستثارة المشاعر.

الكثير من الناس يدخلون في دوامة الإعجاب والتعليق والمشاركة دون وعي أنهم قد يشاركون في إثم وبهتان.

ويعتبر أن تأييد الباطل من أعظم الذنوب، فهو جريمة معنوية يتحمل صاحبها المسؤولية، مستشهدًا بالآية القرآنية التي قال الله فيها: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.

التبيّن بوابة الوعي

شدّد السيد القائد -حفظه الله- على ضرورة التثبت قبل نشر أَو تداول أي خبر، محذرًا من نمط التلقي السريع للشائعات، كما قال الله سبحانه: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}.

وأوضح أن هذا الأُسلُـوب يشبه "لعقة" تنتقل من لسان إلى لسان دون تدقيق أَو فهم، بينما اليوم أصبحت مُجَـرّد زر مشاركة يصل في لحظات إلى آلاف الأشخاص.

وتزداد خطورة هذه الظاهرة مع استخدام الشائعات والدعايات في الصراعات السياسية والإعلامية، حَيثُ يتم تضخيم الأخطاء الصغيرة لتبدو كقضايا كبيرة؛ بهَدفِ خلق انقسامات داخل المجتمع وصرف الناس عن العدوّ الحقيقي للأُمَّـة.

الأولويات أهم من الانجرار وراء الفوضى

تحدث السيد القائد -حفظه الله- عن نقطة مهمة تتعلق بالأولويات وفوضى الانجرار وراء القضايا التي يصنعها الأعداء، مؤكّـدًا أن البعض يتحَرّك بشكل فوضوي على المنصات، مرة يتفاعل مع قضية هنا ويحولها قضية القرن الحادي والعشرين، ويطلق أسوأ العبارات وأقسى الأحكام، وينسى القضايا المهمة والرئيسية والتوجّـهات الصحيحة.

وقال إن هذا الانجرار وراء الفوضى قد يجعل الإنسان بعيدًا عن الحق والعدل، ويعرضه للوقوع في الخطأ، مع التأكيد على أن مسيرة الإنسان يجب أن تُبنى على أَسَاس صحيح يرضي الله تعالى.

نعمة البيان حين تتحول إلى أدَاة هدم

في حديثه عن "نعمة البيان" خلال المحاضرة الرمضانية الرابعة والعشرين، أوضح السيد القائد -حفظه الله- أن الكلمة قد تتحول إلى أدَاة هدم خطيرة إذَا استخدمت للسخرية أَو الإساءة أَو التحريض، معتبرًا أن هذا النوع من الخطاب هو مما "يشيعه أولياء الشيطان".

وأشَارَ إلى أن بعض الأشخاص يمتلكون موهبة في المهارات اللغوية أَو حدة الكتابة، لكنهم يوظفونها في الاتّجاه الخطأ، فتعود عليهم بالذنب وتترك أثرًا سلبيًّا على مجتمعهم.

كيف نتعامل بوعي مع مواقع التواصل؟

يرى السيد القائد -حفظه الله- أن المواجهة الفعالة تبدأ من الإنسان نفسه، عبر الالتزام بالتحقّق من المعلومات قبل نشرها، وعدم المشاركة في الشائعات، وترتيب الأولويات، والتوازن في التفاعل، واستخدام الكلمة للبناء لا للهدم.

وليدرك الجميع أن التفاعل الرقمي مسؤولية أخلاقية ودينية، وليس مُجَـرّد زر إعجاب أَو لحظة غضب.

في النهاية، تبقى منصات التواصل الاجتماعي الساحة الأكبر لتشكيل الرأي العام والوعي الجمعي، ومع صراع الخطاب البناء والهدم، يظل الوعي الحقيقي هو السلاح الأقوى للفرد والمجتمع.

ويبقى التبيّن والعدل، وحسن استخدام الكلمة كما دعا إليها السيد القائد -حفظه الله- الركائز الأَسَاسية للحفاظ على صفاء الوعي ونقاء الموقف.

تغطيات