وأضافت حلاوي في مداخلة مع القناة، اليوم السبت، ضمن برنامج "نوافذ"، أنه وخلال الساعات الماضية، شهدت قرى الجنوب سلسلة خروقات جديدة شملت تمشيطاً بالأسلحة الرشاشة والرصاص الحي من مواقع العدو الصهيوني المنتشرة في التلال المحتلة، حيث ركّز العدو اعتداءاته على محيط بلدة كفرشوبا بإطلاق نيران كثيفة من موقع رويسات العلم باتجاه أطراف البلدة، في حين أقدم جنوده في موقع تلة الحمامص على فتح نيران رشاشة مماثلة باتجاه أطراف بلدة الماري الفعلية، ما أدى إلى إثارة حالة من القلق بين الأهالي الذين باتوا يعيشون تحت وطأة اعتداءات يومية لا تتوقف.

وأشارت إلى أنه تم تسجيل اعتداءات أخرى من موقع جلّ الباط الاحتلالي باتجاه أطراف بلدة عيتا الجبل، تزامناً مع إطلاق كثيف للرصاص نحو أطراف بلدة شبعا ومرتفعاتها المحتلة، في مؤشر على استمرار سياسة الاستفزاز التي يعتمدها العدو الصهيوني في محاولة لفرض واقع ميداني يخدم مخططاته العدوانية.

وأفادت مراسلتنا أن الطيران المسير التابع للعدو الصهيوني نفذ تحليقاً منخفضاً فوق عدد من قرى الجنوب والبقاع وصولاً إلى أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت، في خرق فاضح للسيادة اللبنانية، وللقرار الدولي 1701 الذي يواصل العدو انتهاكه منذ لحظة صدوره دون رادع أو محاسبة.

وعلى الصعيد السياسي، أكدت حلاوي أن حاكم مصرف لبنان أصدر تعميماً جديداً تحت عنوان "إجراءات وقائية لضبط الحركة المالية"، لكن خلفياته الحقيقية تكشف عن ضغوط وإملاءات أمريكية مباشرة حملها وفد وزارة الخزانة الأمريكية الذي زار بيروت مؤخراً، في إطار الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن على بيئة المقاومة وحاضنتها الشعبية، حيث يقضي التعميم بخفض سقف التصريح المالي من عشرة آلاف دولار إلى ألف دولار فقط، ما يعني إخضاع كل حركة مالية تقريباً للرقابة المشددة، ليس فقط من الجهات المحلية، وإنما من الجهات الأجنبية أيضاً، وهو ما يعتبر تدخلاً سافراً في السيادة المالية للبلاد.

ولفتت إلى أن تلك الإجراءات تستهدف بشكل واضح التضييق على المؤسسات الاجتماعية والمدنية المرتبطة ببيئة المقاومة، حيث سبق أن تم تجميد حسابات مالية لجهات تقدم خدمات إنسانية في جنوب لبنان، من بينها مؤسسات تعمل على تأمين منازل متنقلة للمتضررين ووسائل تدفئة للأهالي، في خطوة تؤكد أن واشنطن تمارس حرباً مالية لإضعاف صمود المواطنين.

وبينت مراسلتنا في بيروت، أن الرئيس اللبناني أكد في تصريحه الأخير إدانته الصريحة لاعتداءات العدو الصهيوني على لبنان، مشدداً على أن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب يتطلب أولاً انسحاب قوات العدو الصهيوني من الأراضي المحتلة، في موقف وطني واضح يعيد التأكيد على ثابتة لبنانية تاريخية بأن العدو هو المسؤول الأول عن التوتر الحدودي، كما أشار الرئيس للمرة الأولى منذ سنوات إلى ملف الأسرى اللبنانيين في سجون العدو الصهيوني، داعياً إلى تحريك هذا الملف واستعادته إلى واجهة المشهد الوطني.