• العنوان:
    حين تُترجم اعترافاتُ الجواسيس إلى هجمات منظَّمة على الناشطين.. حملة تستهدف الوعي المقاوِم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في توقيتٍ لا يمكنُ اعتبارُه مصادفةً، جاءت الحملةُ الممنهجة التي استهدفت ناشطي إعلام أنصار الله على مواقع التواصل الاجتماعي، لتؤكّـد بما لا يدعُ مجالًا للشك أن ما كُشِف مؤخّرًا في اعترافات الجواسيس لم يكن سوى قمة جبل الجليد في حربٍ استخبارية وإعلامية متكاملة الأركان.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فالمضامينُ التي وردت في تلك الاعترافات –عن تكليفات مباشرة من أجهزة استخبارات معادية برصد ناشطين ومتابعة منشوراتهم ورفع تقارير حولهم– تحوّلت اليوم إلى فعلٍ ميداني إلكتروني واسع، تحَرّكه أدوات إعلامية مأجورة وصفحات مشبوهة، تحمل نفس البصمة ونفس الهدف: ضرب الثقة وتشويه الرموز وتفكيك الجبهة الإعلامية المقاومة من الداخل.

تدرك قوى العدوان أن البنادق لا تنتصر وحدها، وأن الكلمة الصادقة قادرة على زلزلة حصون التضليل التي يبنيها العدوّ عبر أذرعه الإعلامية.

لذلك كان استهداف الأصوات الواعية من ناشطين وإعلاميين ينتمون إلى محور المقاومة جزءًا من معركة السيطرة على الوعي.

العدوّ الذي فشل في اختراق الجبهة الأمنية بعد الضربات الموجعة التي تلقاها من أجهزة الأمن والمخابرات في صنعاء، يحاول اليوم اختراق الجبهة الإعلامية عبر أساليب أكثر خبثًا: تضخيم الأخطاء، نشر الإشاعات، واستغلال بعض الأدوات التي تتستر خلف شعارات مزيفة.

إنها رسالة واضحة: حين تعجز عن مواجهة المقاتلين في الميدان، وَجِّه سهامك نحو من يصنعون الوعي ويُشَكِّلون الرأي العام.

وهذا ما تؤكّـده الوقائع اليومية في فضاء الإنترنت، حَيثُ تتناوب حسابات مشبوهة على تنفيذ أجندة واحدة، تتناغم فيها المصطلحات والعبارات والمضامين، في حملة منسقة تتجاوز حدود العفوية.

لكن المفارقة التي لم يفهمها العدوّ بعد، أن كُـلّ حملة من هذا النوع لا تضعفُ الوعيَ المقاومَ بل تصقلُه وتزيدُه رسوخًا.

فكلما حاولت أدوات الحرب الناعمة استهداف الأصوات الحرة، ازداد تلاحم الجبهة الإعلامية وتنامت يقظتها، وارتفعت الأصوات الواعية التي تدرك حجم المعركة وأدواتها وأساليبها.

لقد أثبتت التجربة أن وعي أنصار الله لم يعد هشًّا يمكن التلاعب به عبر حملات مدفوعة، بل أصبح وعيًا مؤسِّسًا على بصيرة، يرى خلف السطور ويميز الخبيث من الطيب.

الحرب اليوم لم تعد فقط في الجبهات، بل في العقول والمنصات.

وإذا كان العدوّ قد كشف جزءًا من عملياته في اعترافات جواسيسه، فإنَّ ما يجري في الفضاء الإلكتروني هو الامتدادُ العملي لتلك المهمات الاستخباراتية.

ومهما اشتدت الحملات أَو تنوعت أدواتها، فإنَّ الكلمةَ الصادقةَ تظل سلاحًا لَا يُكْسَرُ، والوعي الثوري يظل الحصن الذي تتحطَّم عند أسواره كُـلُّ مؤامرات التضليل.