• العنوان:
    الخزي المُقَدَّس.. للشاعر محمد أحمد قاسم الشامي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

 

‌أخيانةٌ وعمالةٌ وتجسُّسُ

‌هذا لَعَمْري بالرّجيمِ تَأَبْلَسُوا

‌بل إنَّ إبليسَ اسْتعاذَ بقولهِ:

‌ما خُنْتُ أرضاً فوقها أتَنَفَّسُ!!

‌ماذا تسمّيها؟ نذالة خِسَّةٍ

‌بالخسةُ الكبرى البلاد تُدَنَّسُ

‌كذبٌ وزيفٌ في ثياب تدَيُّنٍ

‌والغدرُ سُمٌّ في العروقِ يُدَسْدَسُ

‌ومنظَّمُات المكر تعرفُ نفسَها

‌ما أقبلت لهمومنا تَتلَمَّسُ

‌أتظنها جاءت مُساعِدةً لنا

‌من دون فائدةٍ فأنت مُهَلْوِسُ؟!

‌جاءت منفِّذةً مخطَّطَ لِدِّنَا

‌وتبثُّ ما شاءوا لهُ وتهنْدِسُ

‌وإذا الامورُ تواترت معكوسةً

‌فلخيرُ من خُطَطِ التآمر يُعْكَسُ

‌يا بئسَ مَن خانَ الأمانةَ ساعةً

‌والمجدُ في دربِ الخيانةِ يُؤبَسُ

‌هل بِعتَ أرضاً كنتَ فيها وارِثاً

‌ورَفعتَ رايةَ ذلّةٍ لا تُكنَسُ؟

‌فالوغدُ لا يلقى خلاصاً دائماً

‌مهما تخفّى فالشّقاءُ يُحسْحَسُ

‌إن الخُنوعَ على النفوسِ مَنَغِّصٌ

‌والذلُّ في طبعِ اللئيمِ يُقَيَّسُ

‌كم غادرٍ قد باتَ يلبسُ ثوبَهُ

‌وبفعلِهِ أفعالُ شرٍّ تُلْبسُ

‌الغدرُ خِزْيٌ في الجبينِ مُوَسَّسُ

‌والخائنُ المأجورُ صار يُدَنَّسُ

‌أعطيتَ للأعداءِ كنزاً غالياً

‌وكأنّ هذا الأمرَ شيئاً يُؤنَسُ!

‌يا أيّها الرّجُلُ الذي باعَ الثرى

‌بالسعر بخساً، هل ضميرُكَ مُفْلِسُ؟

‌بعتَ العهودَ، وللأمانةِ خُنْتَها

‌بئسَ الخُنوعُ، فهل بذلكَ تُقَدَّسُ؟

‌الخائنُ الكذّابُ لا يبقى لهُ

‌مجدٌ، وإن طالَ المدى يتلَبَّسُ

‌كمْ جُرعةٍ سُقِيَتْ لهُ من ذلّةٍ

‌والعزُّ من كأسِ الأباةِ يُؤَسَّسُ

‌باعَ العيالَ وباعَ سِتْرَ حريمِهِمْ

‌والأرضُ تبكي والقضاءُ يُحَبَّسُ

‌لم يَرعَ ضعفاً أو يَرى  عَرضاً حَمَى

‌فعلى خُطاهُ الذّلُّ دوماً يغرَسُ

‌أرسلتَ إحداثيَّةً نحو العِدى

‌فَهَلِ الأماكنُ، بالمبِيعِ تَنفَّسُ؟

‌والأرضُ تشهدُ والدّماءُ تَناثرَتْ

‌والحرُّ دوماً بالوفاءِ يُتَمَّسُ

‌كُتبتْ عليكَ اللّعنةُ الدّهماءُ يا

‌مَن في الفؤادِ به الخساسةُ تُغْرَسُ

‌فالموتُ في ساحِ الكرامةِ غايةٌ

‌والموتُ في دربِ العمالةِ أنْجَسُ