• العنوان:
    الجولاني.. العودة من بوابة المصنع بـ"كرفتة" الشرع
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    عودة "أبو محمد الجولاني" لم تكن مفاجئةً.. كانت نتيجةً طبيعيةً لصناعةٍ أمريكيةٍ طويلةٍ للتكفير، برعاية استخباراتٍ غربيةٍ وخليجية.. الهدف كان تجميل أسوأ الوجوه وإعادة تقديمها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

تم ذلك في ثوب الحاكم الشرعي، كشخصٍ مدنيٍّ جديد.

لكن الكارثة اليوم أن الرجل الذي قاد حربًا تحت راية داعش عاد من بوابة "المصنع" مرتديًا "كرفته" الشرع.

هو نفسُ الشرع، لكن ليس كعقيدة تكفيريةٍ قتلت الأبرياء، بل كرجل مدنيٍّ لـ"بدلة" السياسة والتنمية.

الجولاني، الذي عرفه الناس كمقاتلٍ مجرمٍ في إدلب السورية، يظهر اليوم من "مصانع" السياسيين ومكاتب الـCIA.

يلقي محاضراتٍ في الاقتصاد، ويتحدَّثُ عن التنمية، ويروِّجُ لمشاريعَ استثمارية في مناطق الشعب السوري.

كأن الدماءَ التي سالت على يديه في تلك المناطق كانت مُجَـرّدَ "مقدمة" تسويقية لحكمه القادم.

نزع زيَّه العسكري الداعشي، لكنه أبقى على الخِطابِ نفسه، مع قليلٍ من "الديكور" الإعلامي الذي يوحي بالاعتدال والانفتاح.

من "جئناكم بالذبح" إلى "قصر الشعب".

اليوم يتحدَّث "جولاني" الأمس بشخصية "أحمد الشرع".

لكنه يقصد شرعَ المصالح والتبعية لـ"صانعيه"، وليس شرع الله.

يستخدم الدين كغطاء لتحويل دوره من قائد فصيل مسلح إلى واجهة رئاسية.

يمثِّلُ هذا الشعب السوري الذي عانى من الظلم لعقود، خدمةً لمشروعِ السيطرةِ الغربية.

الكرفتة التي يرتديها ليستْ رمزًا للأناقة، بل إشارة إلى الخُضُوع لمعايير القبول الدولي.

تعطي الكرفتة شرعيةً أمام الكاميرات بعد أن فقدَها في ساحات القتال.

من يقف خلف هذه العودة؟ تقف خلفها شبكةٌ كبيرةٌ من العلاقات والمصالح.

تركيا تهيِّئُ الأجواء، وأمريكا تفتح قنوات التواصل المباشر، وتعمل الدوائر الاستخباراتية على تنظيف سجله القديم.

الهدف هو صناعة نموذجٍ إسلاميٍّ يمكن استخدامُه للسيطرة على الشعوب العربية المسلمة دون تدخلٍ مباشر.

إنه مشروعٌ أمريكيٌّ ـ مشروع القاعدة وداعش في أمتنا العربية ـ ولكن بنسخةٍ معدلة: كرفتة أنيقة بدلًا عن اللحية الكثيفة، واستثمار بدلًا عن الجهاد، تحت إشراف الـCIA.

الجولاني، من الذبح وتفجير الأسواق وتفخيخ المنازل وقطع الرؤوس والغترة السوداء على رأسه، إلى ربطة عنق بلون الدم في قصر الشعب.

لكنه لم يتغير فعلًا.. تغيرت فقط أدواته وخطابه ومسرحه.

من بندقية الجولاني إلى كرفته الشرع، ومن الخنادق إلى المصانع.

أما الجوهر فبقي كما هو: مشروع سلطةٍ أمريكيةٍ مغلّف بالشعارات، يعمل وفق أجندات الصهاينة في العلن على حساب تضحيات الداخل السوري.

الفرق الوحيد أن البدلة اليوم مكوية، والمصنع هو نفسه لم يتغير، سواء السجاد الأحمر والطائرة الرئاسية والنشيد الوطني بدلًا عن الموتور سيكل وأنشودة سليل الصوارم.

لكن الدم الذي على اليدين لا يُغسل، لا بالماء ولا بالكرفتة.

تغطيات