• العنوان:
    الصباح: مشروع غزة أمريكي بالكامل والعدو الصهيوني مجرد منفذ للأوامر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عدنان الصباح، أن ما يجري في قطاع غزة اليوم ليس مشروعًا صهيونيًا بحتًا، بل هو مشروع أمريكي بالدرجة الأولى، وأن الولايات المتحدة باتت تحل تدريجيًا محل العدو الصهيوني في إدارة الملف الميداني والسياسي المرتبط بالقطاع.
  • التصنيفات:
    عربي
  • كلمات مفتاحية:

 وأوضح الصباح في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الثلاثاء، أن الزيارات المتكررة للمسؤولين الأمريكيين، وآخرها زيارة "جاريد كوشنر" إلى الكيان الصهيوني للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، تأتي في إطار متابعة المرحلة الثانية من اتفاق وقف العدوان، الذي تصوغه واشنطن وفقًا لأجندتها الخاصة وليس لمصلحة الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه التحركات إلى تثبيت سيطرتها على المشهد الفلسطيني، بعد أن تبيّن لها فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه العسكرية خلال الحرب الأخيرة على غزة، مبيناً أن واشنطن، عبر تدخلها المباشر، تعمل على انتزاع الدور التنفيذي من العدو الصهيوني لتصبح هي الجهة التي ترسم وتدير وتقرر، بينما يقتصر دور العدو على التنفيذ الميداني كـ"قاتل مأجور" يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.

وأوضح المحلل السياسي أن أهداف الولايات المتحدة من التدخل في الملف الغزّي لا تمتّ بصلة إلى تطلعات الفلسطينيين، وإنما تأتي لخدمة مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، فبعد أن فشلت الحرب في كسر إرادة المقاومة، تسعى واشنطن اليوم إلى إدارة الحرب بوسائل جديدة، عبر ما تسميه بـ"المرحلة الثانية من اتفاق وقف العدوان"، التي تتضمن ترتيبات أمنية وسياسية تهدف إلى تفكيك المقاومة وتجريدها من سلاحها تحت غطاء دولي.

ولفت إلى أن الحديث عن تشكيل قوة استقرار دولية أو حكومة تكنوقراط فلسطينية مؤقتة هو مجرد غطاء سياسي لخطة أمريكية أوسع، هدفها إعادة هندسة الواقع السياسي في قطاع غزة وفق الرؤية الأمريكية، مؤكداً أن كل البنود المتعلقة بتلك المرحلة، من مجلس الأمن إلى تشكيل القوة الدولية أو الهيئة المدنية، لا تزال غامضة وغير متفق عليها، ما يعكس هشاشة المشروع برمّته.

وأضاف الصباح أن الولايات المتحدة لا تريد أن تظهر كمنفذ مباشر للحرب، بل كمشرف ومدير من وراء الستار، تحصد النتائج وتترك التنفيذ للعدو الصهيوني وحلفائه الإقليميين، مشيراً إلى أن ما يُروّج له حول الممرات الآمنة لمقاتلي المقاومة أو ترحيل عناصر كتائب القسام إلى دول ثالثة ليس سوى وهم إعلامي، لأن المقاومة رفضت بشكل قاطع أي حديث عن تسليم السلاح أو مغادرة غزة.

وأفاد أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، أكدت أن خيار الاستسلام غير وارد، وأنها لن تسمح بأي ترتيب يمسّ بحقها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، معتبراً أن المرحلة القادمة ستشهد استمرارًا للحرب، لكن بأساليب جديدة تجمع بين الحصار والضغط السياسي والابتزاز الاقتصادي، في محاولة أمريكية لإخضاع غزة دون معركة مفتوحة.

وفي رده على سؤال حول تصويت الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين، قال الصباح إن هذا القانون لن يمر في مراحله النهائية، لأن العدو الصهيوني يدرك أن صورته في العالم باتت في أدنى مستوياتها. وأضاف أن تمرير القانون بالقراءة الأولى مجرد محاولة سياسية لإرضاء اليمين المتطرف وإشغال الرأي العام، مشيرًا إلى أن المعارضة داخل الكيان تعمدت الخروج من القاعة لتسمح بتمرير القراءة الأولى دون أن تتحمّل مسؤولية التصويت العلني.

وبيّن أن القانون الذي يستند إلى تشريع قديم استُخدم لمحاكمة النازيين، يسعى العدو الصهيوني من خلاله إلى تبرير جرائمه ضد الفلسطينيين عبر المقارنة المضللة مع ضحايا “الهولوكوست”. وأكد أن هذا المنطق يهدف إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وتصويرها أمام العالم كحركة “إرهابية”، في حين أنها تدافع عن أرضها وشعبها ضد احتلال دموي.

ونوه الخبير والمحلل السياسي الفلسطيني إلى أن الولايات المتحدة والعدو الصهيوني يسعيان معًا إلى إدارة مرحلة "سلام زائف" يُبقي غزة تحت الحصار والرقابة، بينما تستمر الجرائم الصهيونية ضد الأسرى والمرضى والمدنيين، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيُفشلان هذا المشروع كما أفشلا العدوان العسكري، لأن إرادة المقاومة لا تُكسر لا بالعدوان ولا بالحصار.