• العنوان:
    عاصمة الصمود والتمكين الدائم.. "مَكْرُهُم يَبُور" كـ بُوصلة العودة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لم تكن العملية الأمنية النوعية التي تُوِّجَتْ بالإعلان عن إنجاز "مَكْرُهُم يَبُور" مُجَـرّد نجاح تكتيكي عابر، بل كانت بمثابة "فصل الخطاب" التاريخي بين مسارين وجوديين؛ مسار التفكيك والارتهان الذي قاد لـ"زمن الهرج"، ومسار اليقظة والتمكين الذي تأسس على العدل والقسط.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إنها ليست مُجَـرّد صفحة أُغلقت في سجل التجسس والخيانة، بل هي إعادة توجيه للبوصلة الوطنية باتّجاه مبادئ القرآن الكريم.

لقد كانت صنعاء، سيدة المدائن، ترزح لعقود تحت وطأة "دولة الاستعارة" والارتهان، التي أنتجت فوضى "زمن الهرج"، حَيثُ تُسْتَبَاحُ الحرمات وتُنْزَعُ بركات الأمان.

لقد كشفت هذه العملية عن الجذور الشيطانية لـ"الخيانة المنظمة" التي تسللت بعمق إلى المفاصل الحيوية للدولة، متخذةً من "العبث الثقافي والأخلاقي الممنهج" أدَاة لتدمير المجتمع من الداخل، عبر الترويج لِتَفْكِيكِ الأسرة والرذيلة تحت غطاء براق كاذب.

بالتوازي، مارست الشبكة الإفساد الاقتصادي والمالي المُنَظَّم؛ بهَدفِ تجويع الشعب وتصنيف اليمن كـ"دولة فاشلة".

كان الهدف الأسمى هو تدمير اليقين وسرقة الولاء العقائدي، في خدمة مباشرة لمشاريع الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية وأدواتها الإقليمية.

إن نجاح الأجهزة الأمنية في اقتلاع هذه الشبكة – التي وُصِفَتْ بأنها الأكبر والأخطر – يؤكّـد على مبدأ قرآني خالد بأن كيد الأعداء ضعيف أمام صمود المؤمنين.

وصدق الله؛ إذ يقول: ﴿ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾ (الأنفال: 18).

هذا الإنجاز هو دليل على أن الدولة هنا وُلِدَتْ من جديد، لا تخضع للابتزاز أَو الوصاية، بل تلتزم بتطبيق "القسط والعدل" في مواجهة الخصوم بشجاعة ووضوح، وهو ما أعاد الهيبة للمؤسّسات.

هذا هو التجسيد العملي لـ"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في المجال الاستخباري، وقمة العدل والقسط في قطع دابر الفتنة.

إن الأهميّة الاستراتيجية لـ"مَكْرُهُم يَبُور" تكمن في ربطها المحوري بالقضية المركزية للأُمَّـة: فلسطين.

فبمُجَـرّد إعلان اليمن موقفه الصريح والعملي الداعم لغزة، وتفعيل جبهة الإسناد البحري، كثّـفت شبكات التجسس التابعة للعدوان نشاطها بضراوة لمحاولة شل صنعاء وتخريب قرارها المصيري.

لهذا، فإن تحصين الجبهة الداخلية من عيون وآذان العدوّ أصبح شرطًا ضروريًّا لاستدامة العمليات العسكرية والإسناد القوي لغزة في "معركة الفتح الموعود".

لا يمكن إبقاء الجبهة الخارجية فاعلة وقوية دون تجفيف منابع التخريب الداخلي.

إن صنعاء الآمنة بـ"القسط والعدل" هي الضامن لاستمرار "طوفان الأقصى" البحري وكسر الحصار.

هنا يتجلى الاصطفاء الإلهي لليمن.

لقد أثبتت هذه العملية أن الإرادَة الحرة والقرار المستقل يُبْنَى بِاليقظة والعدل، وأن التحدي الأكبر يولد الإنجاز الأعظم.

العهد هو الاستمرار على درب "الاصطفاء والتمكين"، لتبقى صنعاء عاصمة للأمن ببركة القرآن، ويبقى قرارها مُحرّرًا نُصْرَةً للقضية الفلسطينية.