• العنوان:
    دَيدن المرتزِقة.. بين التناقض في الخيانة وقناع البراءة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    إن المشهد السياسي والعسكري والأمني لا يتوقف عن فضح أدوات العدوان وكشف زيفها، ومن بين كُـلّ فصول هذه الملحمة، يبرز دور المرتزِقة ليُقدِّم أسوأ مثال على الانحدار الأخلاقي والسياسي، مُجسِّدًا تناقضًا صارخًا يثير السخرية والاستنكار.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

«عامان من الخيانة والتحريض»

لقد مضى عامان من الزمان، وهم لم يكلوا ولم يملوا، في ليلهم ونهارهم، من التحريض المُستمرّ على صَنعاء الصمود، والمُجاهرة بتأييد العدوان الغاشم عليها، والاحتفاء بكل ضربة صهيو-أمريكية تستهدف اليمن، وكرَّسوا وقتهم وجهدهم في مهمة واحدة، أن يكونوا أدَاة رخيصة في يد العدوّ، يصفقون لكل دمار، ويحتفلون بكل دناءة، مُسهِّلين مهمة الأعداء، وكانوا وما زالوا "عيون" و"آذان" العدوّ في الداخل، يبيعون الوطن مقابل حفنة من المال الزائل.

لكن، ما إن تنجح الأجهزة الأمنية في صَنعاء، بفضل يقظتها الوطنية العالية، في إحباط مؤامرة كبرى وإعلان القبض على "خلية تجسسية" تعمل بوضوح لمصلحة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وأدواتهما الإقليمية (السعوديّة)، حتى تسقط كُـلّ أقنعة المرتزِقة وتنكشف مسرحية دورهم! وهنا، يتبدَّل المشهد تمامًا، فجأة، فيتحوَّل المُحرِّضون إلى مُدافعين، والمُصفِّقون للقصف إلى مُنظِّرين للبراءة، يخرجون علينا بوجوه عابسة، مُعلنين أنَّ هؤلاء الخونة المُتلبِّسين بالجريمة هم "أبرياء" و"مظلومون"!

حماقة توازي النفاق

أيُّ حماقة توازي هذا النفاق؟

إنَّ هذا التناقض ليس خطأ في الموقف، بل هو جَريمة سياسية وأخلاقية مُركّبة؛ فكيف يمكن لمن أيَّد القصف والعدوان عامين وادَّعى أن في صنعاء اختراقًا أمنيًّا كَبيرًا جِـدًّا، أن يعتبر من يعمل لمصلحة هذا العدوّ "بريئًا"؟ ثم يبلغ بهم الفجور حدًّا يجعلهم يتناسون تهديدات قادة الكيان ضد اليمن، ويتجاهلون ما كشفته الصحف عن تجنيد جواسيس لمصلحة (إسرائيل)، ليتحول "ديدن المرتزِقة" إلى غطاءٍ لتغطية الخيانة بقناع البراءة.

لقد وصل بهم الحال إلى فجور في الخصومة وحماقة في التبرير، تكشف للعالم أجمع أنَّ ولاءهم الحقيقي هو للمال الأجنبي، وأنَّ كُـلّ شعاراتهم الجوفاء لا تُساوي شيئًا أمام لحظة القبض على زملائهم في الخلية التجسسية.

وهنا يفرض التساؤل نفسه: هل رأى التاريخ فجورًا وحماقة أشدَّ من حماقة المرتزِقة؟ إنه نفاقٌ سياسي لن يمحوه التاريخ من صفحات العار.

في الختام، وبعد استعراض هذا التناقض المفضوح في سلوك أدوات العدوان، وديدنهم المرتزِقة، نُعلي الصوت ونُشدّد على الحقيقة الراسخة: إن صَنعاء لم تكن لتنجو من غِيِّ المرتزِقة وخُبث المُتآمرين لولا أنها استندت إلى ركيزتين لا تهتزَّان.

الفضل لله وحده، ومن بعده رجالها المخلصون الأوفياء، الذين سَهروا على أمنها، فزرعوا عيونهم في كُـلّ ركن، وحوَّلوا اليقظة إلى درع فولاذي أحبط كُـلّ محاولة اختراق، وكشف كُـلّ خليَّة تجسس.

شعبها الواعي المُدرك، الذي تجاوز كُـلّ محاولات التضليل والتحريض، مُدركًا أن المعركة الحقيقية هي معركة وعي وثبات.

إنَّ صنعاء اليوم تقف شامخة بفضل الأجهزة الأمنية وبصمود أبنائها، تسحَق تحت أقدامها كُـلّ المؤامرات الخارجية، وتُسقط كُـلّ الرهانات الفاشلة على الخونة؛ لقد أثبتت أنَّ إرادَة شعبها أكبر وأقوى من أي قوة غاشمة أَو خليَّة جاسوسية.