وأفادت مراسلة قناة المسيرة في لبنان زهراء حلاوي أن ثلاثة مواطنين استشهدوا صباح اليوم جراء غارات نفذها طيران العدو الصهيوني على منطقتي راشيا وبرشيد جنوب البلاد، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سلسلة هجمات متزامنة نفذها الطيران والمسيرات الصهيونية على أكثر من محور جنوبي.

وأضافت حلاوي في حديثها صباح اليوم، أن طائرة مسيرة للعدو استهدفت سيارة مدنية من نوع "رابد" قرب مستشفى الشهيد صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، ما أدى إلى إصابة سبعة مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة، في جريمة جديدة تؤكد أن الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين والمرافق الصحية.

كما أشارت إلى أن الطيران المعادي شنّ غارات أخرى على أطراف بلدة الشمع الجنوبية، أسفرت عن استشهاد شقيقين كانا يعملان في موقع مدني، فيما تواصلت عمليات القصف بالرشاشات الثقيلة من موقعي مسكفعام وعلم الشعب باتجاه البلدات اللبنانية المجاورة.

[

🎥 من الميدان | آخر تطورات خروقات العدو الصهيوني في #لبنان | مع مراسلتنا - زهراء حلاوي#نوافذ#من_الميدان pic.twitter.com/rRP9le9g0X

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 9, 2025

]

وأكدت أن العدو الصهيوني يتبع سياسة واضحة لمنع أي مظاهر للحياة الطبيعية في القرى الحدودية، حيث يتعمد استهداف الورش المدنية ومعدات إعادة الإعمار، في محاولة لإبقاء المنطقة في حالة شلل دائم.

وفي سياق موازٍ، نقلت حلاوي عن مصادر سياسية لبنانية أن الكيان الصهيوني كثّف في الأيام الأخيرة تهديداته للبنان، بذريعة استخدام المقاومة اللبنانية أسلحة وصواريخ مصدرها من الأراضي السورية، مشيرة إلى أن الضغوط الأمريكية والغربية على الحكومة اللبنانية تتزايد لمنع أي رد ميداني للمقاومة.

وأكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان رسمي أنها ترفض هذه التهديدات وتعتبرها انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية، مشددة على أن لبنان متمسك بحقه المشروع في الدفاع عن أراضيه وشعبه، وأن المقاومة جزء من معادلة الردع الوطني التي أقرتها البيانات الوزارية المتعاقبة.

من جانبها، أكدت أوساط قريبة من المقاومة الإسلامية في لبنان أن ما يجري على الأرض لن يمر دون حساب، وأن المقاومة ترصد كل خرق وتحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، مشيرة إلى أن التصعيد الصهيوني هدفه فرض وقائع سياسية جديدة تحت ضغط أمريكي مباشر بعد فشل رهانات العدو في غزة واليمن.

المراقبون في بيروت يرون أن ما يحدث في الجنوب اللبناني يشكّل اختباراً حقيقياً لمعادلة الردع التي فرضتها المقاومة منذ حرب تموز، في ظل تزايد التهديدات الأمريكية بدعم العدوان الصهيوني، مؤكدين أن لبنان اليوم يقف على أعتاب مرحلة حاسمة ستحدد مستقبل الصراع بين معادلة المقاومة والسيادة من جهة، ومعادلة الهيمنة الصهيوأمريكية من جهة أخرى.