• العنوان:
    غزة: بعد نحو شهر على سريان الاتفاق.. الكيان يتنصل ويهدد وأمريكا توفر الغطاء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لم تتوقف معاناة أبناء غزة بعد، رغم مرور قرابة شهر على سريان اتفاق وقف العدوان، فالعدو الصهيوني ما يزال يمارس جرائمه ضد المدنيين بطرق مختلفة، متنقلاً من القتل الجماعي إلى القتل بالمفرق، ومن الإبادة السريعة إلى الإبادة البطيئة، وسط دعم وشراكة أمريكية كاملة توفر له الغطاء السياسي والعسكري لاستمرار العدوان.
  • كلمات مفتاحية:

إنسانياً، يلوح شبح كارثة حقيقية مع حلول فصل الشتاء، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف نازح في ظروف قاسية داخل خيام مهترئة لا تقيهم برد الشتاء ولا تحميهم من أمطار غزيرة تسربت إلى داخلها، بينما تتكدس حول المخيمات أكوام القمامة ومياه الصرف الصحي التي تراكمت بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ما أدى إلى تفشي الأمراض الجلدية والأوبئة نتيجة الاكتظاظ وسوء الأوضاع المعيشية.

ورغم النداءات الإنسانية المتكررة، يواصل العدو الصهيوني منع إدخال الخيام ومواد الإيواء والمساعدات الأساسية، في سياسة عقاب جماعي تستهدف المدنيين وتشكل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية، بينما تتجاهل المؤسسات الدولية مسؤولياتها أمام هذه الكارثة المتفاقمة.

في الميدان، يواصل العدو خروقاته للاتفاق من خلال القصف الجوي والمدفعي على الأحياء السكنية، واستمرار احتلاله لنحو نصف مساحة القطاع، بعد ما يسمى انسحابه إلى الخط الأصفر، في الوقت الذي يهدد فيه مجرم الحرب "إسرائيل كاتس" بتدمير الأنفاق ومواصلة العمليات العسكرية بذريعة الأمن.

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، تبرز المواقف الأمريكية بانحياز فاضح لكيان العدو، حيث قلل الرئيس الأمريكي، المجرم ترامب، من حجم الكارثة في غزة، مدعياً أن الأوضاع "تسير على ما يرام"، متحدثاً بلسان العدو لا بلسان راعٍ للاتفاق، ومهدداً المقاومة الفلسطينية بما سماه "مشكلات كبيرة" إذا لم تلتزم بما تريده واشنطن والكيان المؤقت.

كما كشفت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن تحركات تقودها الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن لاستصدار قرار يمنحها تفويضاً دولياً لما يسمى "قوة الاستقرار الدولية"، وهو مشروع يجري تسويقه عبر كوشنر وويتكوف بهدف فرض وصاية جديدة على القطاع تحت مسمى الاستقرار، في حين أن الهدف الحقيقي هو تثبيت الاحتلال وتمكين العدو الصهيوني من إحكام سيطرته على غزة.

بهذا المسار، تسعى واشنطن إلى إضفاء شرعية دولية على استمرار العدوان وتكريس الوصاية، في الوقت الذي يتنصل فيه العدو من التزاماته الإنسانية والأمنية، ما ينذر بانهيار ما يسمى بمرحلة خفض التصعيد، ويكشف زيف الادعاءات الأمريكية عن "السلام والاستقرار"، التي ما هي إلا غطاء لتبرير جرائم العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني.