• العنوان:
    المناضل جورج عبد الله: الغرب الإمبريالي يعيش مأزقه التاريخي والمقاومة طريق الحرية والتحرر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في كلمة مؤثرة ومفعمة بالوعي الثوري، أكد المناضل اللبناني الكبير جورج إبراهيم عبد الله أن انعقاد المؤتمر القومي العربي في بيروت المقاومة، اليوم الجمعة، يمثل وفاءً لتاريخ طويل من الصمود والتحدي في وجه العدو الصهيوني والهيمنة الغربية، مشدداً على أن بيروت الصمود والسيادة هي عنوان لاستمرار نهج المقاومة العربية في وجه الاستعمار والإمبريالية.
  • كلمات مفتاحية:

 وقال عبد الله في مستهل كلمته أمام المشاركين في المؤتمر: "إنه لمن دواعي الفخر أن يُعقد هذا المؤتمر في بيروت، العاصمة التي واجهت الغزو الصهيوني، وصمدت أمام المؤامرات الإمبريالية، وظلت وفية لعروبتها وللقضية الفلسطينية"، مبيناً أن الصمود في لبنان اليوم هو امتداد طبيعي للفكر المقاوم الذي يؤمن أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعًا بدماء الشعوب وتضحياتها.

وشدد على أن المقاومة لم تكن يوماً حدثاً طارئاً أو ردة فعل آنية، بل هي الفكرة الأساسية التي تتحرك من خلالها الشعوب الحرة في مواجهة قوى الاستعمار والإمبريالية، موضحاً أن الكيان الصهيوني ليس كيانًا مستقلاً بل هو امتداد عضوي للغرب الإمبريالي، ونتاج طبيعي لتاريخ طويل من الحروب الاستيطانية والإبادة.

وأضاف: "الإمبريالية الغربية التي دمّرت شعوب أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا، وأبادت مئات الملايين من السكان الأصليين، هي نفسها التي أنشأت كيان العدو الصهيوني في فلسطين لتكمل مشروعها الكولونيالي في قلب الأمة العربية".

ولفت المناضل اللبناني إلى أن الشعب الفلسطيني خاض واحدة من أعظم معارك التاريخ ضد الإبادة، وانتصر فيها بقدرته على البقاء رغم كل الجرائم والمجازر، موضحًا أن عدد الفلسطينيين تضاعف من مليون إلى أكثر من 14 مليون نسمة رغم قرن من الاحتلال، وهو ما يثبت فشل المشروع الإحلالي الصهيوني".

وأوضح أن العدو الصهيوني يعيش لحظاته الأخيرة، وسيرمي بكل ما لديه من أدوات القتل والتدمير في محاولة يائسة لإنقاذ نفسه، بمساندة الغرب الإمبريالي الذي يواجه هو الآخر أزماته البنيوية، مضيفاً أن التناقضات بين القوى الإمبريالية الكبرى تدفع العالم نحو حافة حرب عالمية ثالثة، مشيراً إلى أن شعوب أوروبا بدأت ترفض الهيمنة الصهيونية والغربية، وأن الشارع الأوروبي اليوم، من باريس إلى دبلن، بات يرفع الكوفية الفلسطينية رمزًا للحرية بعدما كانت تُجرّم في الأمس القريب.

وأفاد جورج عبدالله أن التحولات الجارية في الشارع الغربي، خصوصاً بين فئة الشباب، تمثل تحولاً جذريًا في الوعي الإنساني العالمي، وأن فلسطين لم تعد مجرد قضية عربية، بل أصبحت “رمزًا أمميًا للحرية والعدالة في وجه نظام الهيمنة الرأسمالية الصهيونية.

ووجّه عبد تحية خاصة إلى الشعب المصري، واصفًا إياه بأنه أكثر الشعوب العربية أصالة وعداءً للصهيونية رغم محاولات التطبيع التي قادها البرجوازيون الخونة، موضحاً أن الشارع المصري، بوعيه وتاريخه الثوري، سيبقى ركيزة النهوض العربي وقلعة العروبة، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي على الجماهير، لا على الأنظمة، وأن تحرك الشعب المصري كفيل بإعادة القضية الفلسطينية إلى موقعها الطبيعي في وجدان الأمة.

ونوه المناضل اللبناني إلى أن ما يجري في العالم اليوم من حركات تحرر في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا يشكّل فرصة تاريخية لبناء تضامن أممي جديد ضد الحروب الإمبريالية، مبيناً أن الشعوب الحرة تتقاطع اليوم في مواجهة العدو المشترك، وأن من واجب العرب أن يكونوا في طليعة هذا التحالف الإنساني الواسع ضد العدوان والرأسمالية المتوحشة، محذراً من أن استمرار سباق التسلح واستخدام ما يسمى "النووي التكتيكي" من أي طرف يعني نهاية البشرية، مؤكداً أن الرأسماليين لا يقيمون وزناً لحياة الإنسان، وأن الرهان الوحيد على الشعوب الحرة التي تستطيع أن توقف الجنون الإمبريالي وتمنع اندلاع حرب عالمية جديدة.

وأكد على ثقته الراسخة بالنصر، قائلاً: "الثقة كبيرة بالنصر، وجماهير مصر والعرب قاطبة ستنتصر، وستعيد القضية الفلسطينية إلى الصدارة، لأنها قضية الأمة كلها، ولأن العدو الصهيوني لا يمثل سوى لحظة عابرة في تاريخ طويل من النضال والتحرر"، موجهاً التشكر والتحية للأمين العام للمؤتمر حمدين صباحي وجميع المشاركين، مؤكداً أن المؤتمر القومي العربي يشكّل منبرًا للوحدة الفكرية والسياسية، ولتجديد المشروع القومي العربي المقاوم في وجه الهيمنة والاستعمار.