• العنوان:
    معربوني: المقاومة لا تحتاج إلى إجماع وطني لكي تمارس حقها المشروع في الدفاع عن لبنان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: يشهد لبنان منذ أيام تصعيداً متزايداً في العدوان الصهيوني، تزامناً مع محاولاتٍ أمريكية مكشوفة لإدارة المشهد الميداني وتوجيه مسار المواجهة بما يخدم المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
  • التصنيفات:
    عربي
  • كلمات مفتاحية:

وفي هذا السياق، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد عمر معربوني، أن ما يجري حالياً هو مرحلة دقيقة من "جسّ النبض" الميداني، تهدف إلى اختبار حدود الردع الذي تفرضه المقاومة، دون الانزلاق إلى حرب شاملة في المدى القريب.

وأوضح العميد معربوني في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الجمعة، أن العدو الصهيوني يواصل تنفيذ اعتداءاته بشكل متدرّج ومضبوط الإيقاع، في محاولة لإبقاء المواجهة ضمن مستوى محسوب لا يجرّ المنطقة إلى مواجهة شاملة.

وأضاف أن التصريحات الصهيونية الأخيرة تعبّر بوضوح عن هذا التوجه، إذ يسعى كيان العدو إلى فرض معادلة ضغط مستمر دون تحمّل كلفة الحرب الكبرى.

وأشار الخبير العسكري إلى أن البيان الأخير لحزب الله، الذي دعا فيه الرؤساء الثلاثة في لبنان إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية، شكّل نقلة نوعية في مسار المواجهة، حيث وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بعلاقة المقاومة بالدولة اللبنانية، مؤكداً أن المقاومة، رغم تمسكها بالقرار السيادي للدولة، تحتفظ بحقها الكامل في الرد على أي اعتداء دفاعاً عن لبنان وشعبه.

وشدّد على أن المقاومة لا تحتاج إلى إجماع وطني لكي تمارس حقها المشروع في الدفاع عن الوطن، فذلك حق تكفله الشرائع الدولية ومبادئ الأمم المتحدة التي تبيح مقاومة الاحتلال والعدوان، معتبراً أن النداء الصادر عن حزب الله جاء في توقيت حساس للغاية، مع تصاعد الاعتداءات الصهيونية ومحاولات بعض الأطراف الداخلية جرّ لبنان نحو مفاوضات مباشرة مع العدو، وهو ما يرفضه الحزب بشكل قاطع.

وفي معرض حديثه عن الدور الأمريكي، أكد العميد معربوني أن الولايات المتحدة هي من تدير هذه المواجهة فعلياً، وأن الكيان الصهيوني مجرد أداة وظيفية في خدمة المشروع الأمريكي بالمنطقة، مشيراً إلى أن وجود ضباط أمريكيين في القيادة الشمالية للعدو "ليس مفاجئاً"، بل هو دليل إضافي على أن العدوان على لبنان يتم بضوء أخضر أمريكي وتنسيق مباشر من غرف عمليات مشتركة.

وأضاف أن الكيان الصهيوني فقد الكثير من قدراته الردعية بعد عملية طوفان الأقصى، ولم يعد قادراً على أداء وظيفته التاريخية كحارس لمصالح الغرب في المنطقة، ما يدفع واشنطن إلى الانخراط المباشر في إدارة الميدان لتقليل خسائر حليفها.

وفي تحليله لمستقبل التصعيد، أفاد الخبير العسكري، أن المرحلة الحالية تتطلب من القوى السياسية اللبنانية التوجه نحو شكل من أشكال الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان المتواصل، مع ضرورة التنسيق الوثيق بين المقاومة والدولة اللبنانية لوضع حدّ للاعتداءات، محذّراً من الضغوط التي تُمارس على بيروت للدفع نحو مفاوضات مباشرة مع كيان العدو.

وذكر معربوني أن العدو الصهيوني يحاول من خلال اعتداءاته اليومية تحقيق هدفين: الأول هو فرض معادلة الردع المسبق عبر ما يسميه بالضربات التحضيرية، والثاني إبقاء بيئة المقاومة تحت الضغط الدائم ومحاولة إحداث الصدمة والترويع، إلا أن هذه السياسة لن تنجح، فالمقاومة تمتلك القدرة الكاملة على إدارة المعركة وفق تقديرات دقيقة ومتوازنة، ولن تسمح للعدو بفرض شروطه أو تعديل ميزان القوى.