• العنوان:
    الرد بالمستوى نفسه.. لبنان يصنع معادلة الردع الميداني والسياسي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: تصاعدت الاعتداءات العدوانية لكيان العدو الصهيوني على جنوب لبنان في ظل محاولاته ممارسة الضغط على لبنان سياسياً وميدانياً، بالتزامن مع استمرار المقاومة اللبنانية في فرض معادلة الردع الميداني والسياسي.
  • كلمات مفتاحية:

ويأتي ذلك بعد البيان الحاسم لقيادة حزب الله الذي أكد رفض أي نقاش حول سلاح المقاومة تحت الإملاءات الأمريكية والصهيونية، مؤكداً أن خيار المقاومة ثابت ولا رجعة عنه، وألا تفاوض مع الكيان المؤقت بما يخدم أجندته في تنفيذ القرار 1701 أو جر لبنان إلى طاولة اتفاق أمني على حساب السيادة الوطنية.

في هذا السياق أشار الخبير في الشؤون العسكرية العميد علي أبي رعد إلى أن الاعتداء الصهيوني الأخير جاء مباشرة بعد بيان قيادة حزب الله، الذي وضع النقاط على الحروف في مسألة سلاح المقاومة باعتباره شأناً سيادياً داخلياً لا يخضع للوصاية أو المساومة.

وأوضح أبي رعد في حديثه لقناة المسيرة هذا المساء، أن العدو يسعى إلى خلط الأوراق الداخلية وفرض إيقاع تفاوضي يخدم اطماعه الأمنية والسياسية، عبر تصعيد الغارات واستهداف المناطق الحدودية، لكنه فشل في إدراك أن لبنان يمتلك معادلة ردع حقيقية، وأن الجيش اللبناني لن يتحول إلى أداة في يد الأمريكيين أو الصهاينة.

وأكد أن قائد الجيش اللبناني اقترح تجميد خطة نزع السلاح بسبب استمرار الاعتداءات الصهيونية، مشيراً إلى أن الجيش لا يمكنه تنفيذ أي خطة انتشار على طول الشريط الحدودي في ظل احتلال كيان العدو الصهيوني لمساحات من الأراضي اللبنانية وإقامته مراكز ثابتة فيها، وأن الدعم الأمريكي المقدم لا يوازي قيمة المعدات المطلوبة، مما يجعل قدرات الجيش محدودة أمام أي اعتداء مباشر.

وأشار إلى أن المؤسسة الأمنية في كيان العدو الصهيوني تعاني من ارتباك وعمى استخباري تجاه قدرات المقاومة، موضحاً أن المقاومة أعادت بناء قدراتها بسرعة أكبر من مفاعيل الاستهدافات الصهيونية، ومرت بمراجعة شاملة في بنيتها التنظيمية والتكتيكية، وهو ما أربك العدو وأفقده القدرة على قراءة واقع الميدان.

بدوره، أكد الخبير في شؤون العدو الصهيوني الأستاذ علي حيدر أن ما يقوم به العدو في لبنان لا يقتصر على مجرد استهداف عسكري، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لإخضاع لبنان سياسياً وميدانياً ضمن مشروع التوسع الصهيوني الشامل بشراكة وتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح حيدر في حديثة لقناة "المسيرة" هذا المساء أن العدو يدرك أن المقاومة تتعافى أسرع من مفاعيل الاستهدافات ، وأن استهداف لبنان يهدف لإضعاف المقاومة، والهيمنة على القرار اللبناني وتحويل لبنان إلى ساحة تابعة للكيان الصهيوني.

ولفت إلى أن المرحلة الراهنة تتداخل فيها الاعتبارات الميدانية والسياسية، داخل كيان العدو الصهيوني وعلى المستوى الإقليمي، بعد فشل استراتيجية الاحتواء السابقة، وعجز الحرب التي شنها عن تحقيق الحسم الاستراتيجي، مؤكداً أن العدو انتقل إلى سياسة المبادرة والهجوم، إلا أن المقاومة أثبتت قدرتها على التكيف مع الواقع الميداني والسياسي الجديد.

وحول تصريحات مجرم الحرب نتنياهو بشأن تغيير المنطقة ”، قال حيدر إن هذا يعكس خطاباً دعائياً انتخابياً، يهدف لتسويق إنجازات عسكرية غير مكتملة، في وقت يزداد فيه التوجس الصهيوني من مواجهة مفتوحة مع لبنان أو إيران، مؤكدًا أن استمرار التصعيد والغارات دليل على أن التغيير المزعوم لم يتحقق، وأن الكيان الصهيوني يعيش مأزقاً استراتيجياً متصاعداً.

 

وأضاف أن استثمار العدو للخطاب السياسي الداخلي اللبناني ضد المقاومة يظهر تكاملاً بين بعض الأصوات اللبنانية والمطالب الصهيونية المتعلقة بمحاولة نزع سلاح المقاومة، قائلاً: “العدو الصهيوني يستفيد من هذه الحملات الإعلامية والسياسية الداخلية، بل ويغذيها، في محاولة لتطويق المقاومة من الداخل والخارج.”

وختم الخبيران بالتأكيد على أن المقاومة في لبنان أصبحت اليوم حالة مجتمعية راسخة، قادرة على إفشال كل رهانات العدو الأمريكي الصهيوني في لبنان والمنطقة، وأن أي عدوان جديد سيواجه بالرد بمستوى العدوان، لأن خيار الصمود والمواجهة بات خياراً استراتيجياً لا تراجع عنه، في ظل معادلة الردع الميداني والسياسي التي فرضتها المقاومة على الأرض.