• العنوان:
    من وحي القائد.. للشاعر محمد الشامي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

   

ألف نصرٍ من أبّهاتِ الفخارِ

      هنْدَسَتْها مسيرةُ الأخيارِ

 

سألتْني أُمُّ الزمانِ لماذا

      أنتَ تبدو مجنّحَ الأفكارِ؟!

 

قلتُ: إنّي من حيث تأتي المعالي

      ببنِيها الأشاوِسِ الأبرارِ

 

من بلادٍ لم تبزغِ الشمسُ إلّا

      من سماوات مجدها الجبّارِ

 

من بلادٍ لم تنحني قطَّ يوماً

      غير للهِ الواحد القهَّارِ

 

مِن بِلَادِ الرِّجَالِ ، ظَلُّوا رجالاً

      لِلْبُطولات والفتوح الكبارِ

 

عرفتهم كل الميادين زَحْفَاً

      للتحدي مُبَارَكَ الإِقْتِدَارِ

 

حين قالَ النَّبِيُّ: مَن لِي ؟ أجابوا

      واشْرَأَبَّتْ فيَالِقُ الأنصارِ

 

فإذا بالرايات في كل أفقٍ

      خافِقَاتٍ بِالبذل والإيثارِ

 

ويَدُورُ الزَّمانُ دورة عزٍّ

       ويُباهي بالعِلْم، والإعمارِ

 

جاءَ سِبْتَمْبَرُ التَّجَلِّي، فَغنَّتْ

      سَاجِعَاتُ الأَفْرَاحِ في كلِّ دَارِ

 

وأتاها بعد المآسي ابْنُ بدْرٍ

     وابْنُ بدْرٍ رَمْزُ العُلا والفخارِ

 

جاءَ، والليلُ في السفينة يدوي

      فَهَدَاهَا إلَى ضفَافِ النَّهارِ

 

وسعى في بناءِ قوّاتِ ردْعٍ

      ضدَّ حلْفِ الشيطانِ والكُفّارِ

 

وكفاها إذِ الوصايات شتّى

      رغمَ أنفِ المسيء حقَّ الجِوارِ

 

رغمَ آنافِ الإرتزاقِ جميعاً

      رغمَ أنفِ العميلِ بالدولارِ

 

من شهيدِ القرآنِ يمتدُّ نهْجاً

      حيدريّاً، كجدِّهِ  الكـرَّارِ

 

وابْنُ بدْرٍ، لا المُعْجِزاتُ أَعَاقَتْ

      من خطاهُ في زَحْمَةِ الأَخْطَارِ

 

ألف نصْرٍ، يا نصرَ نصرِ اليماني

      أنت همي، وبُغْيَتي، واختياري

 

أنتَ لَوْ لَمْ تَكُنْ لِبِلْقِيسَ ضَاعَتْ

      ثم لاذت آمالها بالفرارِ

 

قائدَ الثورةِ الحبيبة هذي

      ريشتي في فَمِي، وَذِي أوتاري

 

أنتَ الْهَمْتَني فَجِئتُ أُغَنِّي

      لبلادي في شخصك المِغْوَارِ

 

ما انْتَصَرْنَا إِلَّا لأَنَّكَ حَادِي

      رَكْبنَا في خَنَادِقِ الإِنْتِصَارِ

 

حين خَافَ الجميعُ مِنْهُ مَجَالاً

      لُحْتَ أَمْضَى مِن مُرْهِفَاتِ الشَّفَارِ

 

وتَقَحَّمْتَ هَوْلَها بثباتٍ

      يَمَنِي الثبات كالإعصارِ

 

ثُمَّ لمَّا انْجَلَتْ رأوك ولكن

      بعيونٍ تَشِع بالإكبارِ

 

ودَرَوا أَنَّكَ الذي لا يُمارى

      في قرارٍ إذا انْزَوى مَنْ يُماري

 

أنت رمزُ التحدِّياتِ حساماً

      حقَّ فيهم حُسامُكَ البتَّارِ

 

أنت سرُّ التجلِّياتِ شعاعاً

      وشعاراً مُعزِّزٌ للشعارِ

 

يا كبير الطموح نحن طموحٌ

      منك يأتي مورد المشوارِ 

 

ولك العَهْدُ أننا لا نبالي

      بطوالٍ مريضةٍ، أو قصارِ

 

قد حسمنا خَيَارَنا ومضينا

      نقْتَفي في خطاك أقوى خَيَارِ

 

ألفُ نصْرٍ، لَوْ عَادَ تُبَّعُ قُرَّتْ

      عينُهُ بِابْنِهِ شُجَاع القرارِ

 

وَلَقَالَتْ أيامه أين مني

      مثل ذا في مواكب الأحرارِ

 

رحمَ اللهُ للشهيدِ الغماري

      حيثُ نالَ الشهادةَ ابْنُ الغماري

 

ألف مرحى لهُ، ومليون مرحى

      وهنيئاً لصابرٍ صبّارِ

 

ولو أنَّ العظيم سيف تجلى

       للتباهي، لَكُنْتَ فَحْلَ المَسَارِ

 

فَلَكَ المجد يا ابْنَ بدْرٍ، وعُقْبَى

       لسنينٍ فواحة الإخْضِرَارِ

 

هذه خفقةٌ مِنَ القَلْبِ رَنَّتْ

      في ضلوعي نَشْوَى، وفي مضماري.